يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إمكانية إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لدى افتتاح أعمال دورتها المقبلة فى سبتمبر، ضد القرار المتوقع أن تتخذه الجمعية العامة بالاعتراف بدولة فلسطينية فى حدود عام 1967. وذكرت صحيفة «معاريف» أمس، أن نتنياهو ما زال مترددا فى اتخاذ قرار بهذا الخصوص، بعد أن نصحه مقربون منه بأن يلقى خطابا فى الأممالمتحدة، بينما حذره آخرون من أن خطوة كهذه ستكون خاطئة، لأنه سيتم تفسيرها على أن إسرائيل «مذعورة». ونقلت الصحيفة عن مقربين من نتنياهو قولهم إن «خطابا كهذا سيكون خطوة ذكية، لأنه سيكون موجها إلى الجمهور فى إسرائيل، وسيشكل خطابا انتخابيا حازما وقتاليا وصهيونيا، وسيرفع المعنويات والعزة القومية، وسيقدم لنتنياهو خدمة سياسية داخلية ممتازة، ويرفع شعبيته فى استطلاعات الرأى، كما حدث بعدما هاجم (الرئيس الأمريكى باراك) أوباما، وبعد الخطاب (الذى ألقاه نتنياهو) فى الكونجرس فى مايو الماضى. وقالت «معاريف» إن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعى المستوى يقدرون أن الفلسطينيين سينتظرون حتى افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 21 سبتمبر المقبل، وسيستغلون حضور قادة العالم فيها، لكى يقدموا طلبهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية «وإحراج إسرائيل، لأن طلبهم سيصادق عليه بالأغلبية الأوتوماتيكية فى الأممالمتحدة ضد إسرائيل». التعليق: ياسين: رئيس الوزراء الإسرائيلى يحاول سد كل الطرق على العرب مبكرا عبد القادر ياسين، الباحث فى الشأن الفلسطينى: نقطة الضعف فى لجوء الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة هى غياب الموقف العربى القوى الموحد، وفى قلبه الموقف الفلسطينى، وعدم جدوى الحصول على مزيد من القرارات بحقوق الدولة الفلسطينية، لتضاف إلى أكوام القرارات التى ما زلنا لا نمتلك القوى لتفعيلها، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يعلم هذين الأمرين، ويسخر من لجوئنا إلى الأممالمتحدة، ولكنه يحاول حتى يفقدنا مجرد الحصول على القرار، ونخشى أن يلجأ الرئيس الفسلطينى محمود عباس أبو مازن إلى الأممالمتحدة مباشرة، قبل اللجوء إلى مجلس الأمن، بما يزيد ضعف الموقف الفلسطينى، وأمريكا من جانبها قد تمارس ضغوطا لوقف القرار، بممارسة حق الفيتو، أو الضغط ماليا على الفلسطينيين، لعدم الذهاب إلى الأممالمتحدة. التحليل إسرائيل قلقة من مواجهة الأممالمتحدة رغم الفيتو المنتظر.. وتسعى للتصعيد تبحث إسرائيل هذه الأيام سبل التصدى للتوجه الفلسطينى المدعوم رسميا من قبل جامعة الدولة العربية، بالذهاب إلى الأممالمتحدة فى سبتمبر المقبل، للحصول على اعتراف بها كدولة مستقلة، فدوليا تحتمى إسرائيل كالعادة بالفيتو الأمريكى، حيث إن الاعتراف بالدولة الفسلطينية يتطلب توصية مجلس الأمن قبل موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، تلك الموافقة التى شكك بعض فقهاء القانون الدولى فى أهميتها، معولين أكثر على موافقة أعضاء الجمعية العامة نفسها، بالإضافة إلى أن مجلس النواب الأمريكى قد هدد بالفعل من قبل بقطع المساعدات المالية نهائيا عن السلطة الفلسطينية، إلا أن تلك التهديدات قوبلت بتعهد من قبل الدول العربية بتكفلها، بتقديم تلك المساعدات للسلطة الفلسطينية. إلا أن تفكير نتنياهو فى الذهاب لمواجهة الأممالمتحدة، يعد خطوة تصعيدية تجاه المشروع الفلسطينى، وتدل على أن إسرائيل بالفعل منزعجة وقلقة من هذا التوجه الدولى الذى انتهجته السلطة الفلسطينية، فى إطار سعيها لحل قضيتها العادلة