حالة من الجدل أثارتها الدعوات لإرسال زكاة المصريين للصومال واستخدامها فى دعم الشعب المسلم الذى يعانى من المجاعة والجفاف، إذ اعتبر البعض أن ما «يحتاجه البيت يحرم على الجامع» وأن فقراء مصر أولى وسط تردى الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، بينما سارعت فى المقابل جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى إلى الحشد من أجل دعم البلد الاسلامى، وتوجه المعسكران للفتوى دفعا لسعيهما. الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق، قال إن الفتاوى التى صدرت بخصوص دعم الصومال من الزكاة لا تقصد ولا تعنى إرسال جميع الزكوات أو الصدقات إلى الصومال كما فهمها البعض، ولكن المعنى الحقيقى لهذه الفتوى هو أن يبقى الصومال بأحواله الراهنة فى ذاكرة كل مسلم فيوضع مع غيره من حالات الاحتياج فى مصر وينال قسطا من الاهتمام به.
قطب أضاف أن «ماحدش هيسيب خالته وعمته ويبعت لبره.. لكن إحنا بنقول إن الناس تدى هنا وهناك». مطالبا المسلمين بإدراك نسبية الاحتياج، وأن حالة المجاعة فى الصومال مقدمة على قلة الشبع فى مصر، إلا أن هذا لا ينفى وجود ضروريات وأولويات لا بد أن تراعى، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على مصابى الثورة. فيما أكد أنه يتلقى اتصالات يومية من الناس يسألونه عمن يعطون الزكاة فى رمضان، وأجيبهم «بأن يعطوها لمؤسسة يطمئنوا إليها كلجنة الإغاثة أو بعض المساجد والجمعيات الخيرية».
الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إن أموال الزكاة تخرج للأقربين، وعلى المسلمين أن يضعوا حديث النبى الكريم نصب أعينهم: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول، مشيرا إلى حتمية كفاية فقرائنا فى الداخل أولا قبل التفكير فى الغير، وإن كان هذا لا يعنى عدم دعم شعب مسلم، منوها إلى ضرورة الاطمئنان إلى أن الأموال التى تخرج للصومال تذهب فعلا لمستحقيها. واصل أجاز لمن أدى فريضة الحج أن يكتفى بهذه المرة ويخرج أموال الحج للفقراء بعدما «أدى الفرض بتاعه وشاف أن الناس محتاجة» خصوصا فى تلك المرحلة الحساسة، حيث انتشار البطالة وضيق المعيشة الذى يعانى منه البعض، مبشرا من يفعل ذلك بنيل ثواب الحج كاملا لا ينقص من أجرهم، إلى جانب ثواب نية خروج أموال الحج فى ما ينفع أهل البلاد.