قالت صحيفة «ذي فاينانشيال تايمز» البريطانية اليوم الأربعاء أن الأمال المعلقة في أن تخفف موسكو من حدة موقفها الممانع لفرض عقوبات على سوريا تلاشت في أعقاب الاعلان عن فوز «فلاديمير بوتين» بمنصب الرئاسة الروسية، والتصريحات التي جاءت على لسان مسئولين روس بأن موقف بلادهم «لن تخضع أبدا لاعتبارات سياسية». وأوضحت الصحيفة – في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت، أن الحوارات والتصريحات التي كان قد أدلى بها بوتين إلى العديد من الصحف ووسائل الغربية يوم الخميس الماضي بأنه ليست هناك علاقة خاصة تربط بين بلاده ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الشعب السوري لديه حق في تقرير مصير بلاده أنعشت الآمال في أن تعدل موسكو عن موقفها المتعنت تجاه الأزمة السورية. غير أن ما أكده ميخائيل مارجيلوف -المبعوث الكريملين الخاص الى قارة إفريقيا من أن تصريحات بوتين ليست سوى «إعادة صياغة لموقف بلاده الراسخ تجاه الأزمة السورية» قد خيبت ظن الكثيرين في هذا الصدد. وأشارت الصحيفة من جانبها، إلى أن بعض الخبراء كانوا قد عزوا الأسباب الكامنة وراء الرفض الروسي بالسماح لقرار أممي يدين ما يرتكبه النظام السوري في حق شعبه من أعمال وحشية الى دوافع سياسية، انطوت عليها الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية ليظهر بوتين من خلالها بوصفه زعيما صارما وحازما أمام أية تحركات غربية. ولكن وزارة الخارجية الروسية نفت في بيان لها أمس، أن تكون هناك صلة بين سياسة موسكو تجاه سوريا وبين الانتخابات الرئاسية.. مؤكدة أن الموقف الروسي حيال دمشق لايخضع لأية إعتبارات سياسية ولايشكل تحت وطأة نفوذ وضغوطات من قبل الدوائر والنخب الانتخابية على عكس بعض الأقران في الغرب بحسب ماأفادت الصحيفة. ولفتت الصحيفة -في ختام تعليقها- الى أنه على الرغم من أن «مارجيلوف» كان قد أقر في حوار خاص مع الصحيفة – بأن الحملات الانتخابية عادة ماينجم عنها أضرار عدة على صعيد السياسيات الخارجية سواء في بلاده أو الولاياتالمتحدة، غير أنه نفى أن يكون بوتين قد عمد الى اتخاذ موقف أشد صلابة تجاه سوريا نتيجة اعتبارات سياسية داخلية، مؤكدا أن الرئيس الروسي المنتخب لطالما تمتع ببرجماتية وحنكة سياسية.