فى كل يوم تتجدد الأحداث فى سوريا الحزينة ما بين مزيد من العمليات العسكرية الدموية والتظاهرات الليلية الصامدة فى وجه الأسد وأعوانه، عازمة على تحطيم عرينه واهبة فى سبيل الحرية أرواحا نبيلة ودماء زكية. فقد واصلت قوات الأسد غاراتها واجتياحها للمدن السورية المنتفضة موقعة 5 قتلى على الأقل بينهم 3 نساء بريف حماة أول من أمس، كما قامت باقتحام حرستا بريف دمشق وعدة مناطق بدير الزور. وشهدت مدينة حمص إطلاق نار كثيفا بينما شنت القوات حملة اعتقالات ومداهمات واسعة فى مختلف المدن من بينها درعا التى شهدت أول من أمس زيارة مفاجئة للسفير الأمريكى بدمشق روبرت فورد دون إذن السلطات السورية وفقا لما أعلنته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند موضحة أنه تصرف على هذا النحو بعد أن رفض طلبه 3 مرات بالتحرك داخل البلاد.
كعادتهم استمر أهالى سوريا فى خروجهم فى المظاهرات الليلية فى أدلب والبوكمال وغيرها حيث هتف الأهالى «بالطول.. بالعرض.. هنجيب بشار الأرض»، وربما هو ذات الهتاف الذى يردده المجتمع الدولى فى صورة رسمية تمثلت فى تقديم الدول الغربية مشروع قرار للأمم المتحدة يدعو إلى فرض مزيد من العقوبات على بشار الأسد وكبار أفراد عائلته ومساعديه وتجميد أرصدة الأسد و22 شخصية فى ظل معارضة من الصين وروسيا لأى تحرك ضد سوريا وتأمل وفود واشنطن وأوروبا عرض مشروع القرار فى أقرب وقت ممكن للتصويت بمجلس الأمن، إلى جانب التحقيق الذى سيبدؤه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق فى جرائم الأسد.
بالتوازى جاء تحرك عربى تمثل فى اتفاق وزراء الخارجية أعضاء لجنة المبادرة العربية على التشاور بشأن سوريا فى اجتماع طارئ يوم السبت القادم وصرح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرى حمد بن جاسم آل ثانى أن اجتماعا سيجرى فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة بهدف وقف حمام الدم وحل الأمور للوصول إلى الاستقرار بسوريا.