كنت أتمنى أن أبارك لأحمد حسن على لقبه كعميد للاعبى العالم باعتباره الأكثر مشاركة مع المنتخب الوطنى لبلاده وهو لقب شرفى لا يعبِّر بأى حال من الأحوال عن تقدم منتخبه كرويا أو يعطيه التفوق والتميز على لاعبى العالم العظام ولكنه لقب يمنح على الكم لا الكيف وهو أمر لا بأس به على أى حال ولكن الطريقة التى أكمل بها اللاعب مبارياته للحصول على اللقب أرى أنها لا تليق، حيث جاءت مفتعلة وفى بعض الأحيان منتزعة ومغتصبة فاللاعب على أرض الواقع شبه معتزل اللعب الدولى ولم يعد المنتخب فى حاجة إلى وجوده فى ظل حالة الإحلال والتجديد وتسليم الراية لجيل جديد يستكمل ما حققه المعلم حسن شحاتة ويحقق ما لم يستطع أن يصل إليه عالميا وهو الصعود لنهائيات كأس العالم ذلك الهدف الأكبر والطموح الأعظم لأى منتخب يلعب الكرة فى العالم. فالكابتن أحمد حسن لم يعد مؤهلا بحكم السن وضعف اللياقة والعطاء لأن يفيد المنتخب وهذا ليس عيبا يُلام عليه فتلك سُنة الملاعب وقانون كرة القدم وقاعدة الحياة: الطفولة ثم الشباب، بعدها تصل إلى قمة النضج والعطاء، وتُختم بالكهولة حيث الضعف والوهن، وهى المرحلة الكروية التى بلغها أحمد حسن، ولأنه لم يقصر وقت أن كان قادرا فقد وجد من يكافئه على حساب المصلحة العامة ويضمه إلى المنتخب حتى يستكمل العدد ويحقق طموحه الشخصى ومصلحته الشخصية وهو أمر وإن كنت أراه من وجهة نظرى فيه شفقة وإحسان وعطف على اللاعب وهو أمر لا يليق بتاريخه وإنجازاته فإنه -وهذا ما يهمنى- فيه سوء تقدير لمصلحة المنتخب واستهتار من مدربه، حيث يشرِك اللاعب فى مباريات ودية وهو يعلم أنه لن يستفيد منه فى اللقاءات الرسمية، وأضف إلى ذلك أن هذا الاغتصاب للقب فيه تقليل وتقزيم وتسفيه من أهميته، فتقريبا آخر خمس أو ست مباريات رسمية أو ودية لعبها كضيف شرف، أى مجرد العدد فى الليمون! وإذا كانت وجهة نظرى فى هذا الشأن متزمتة ومتشددة بعض الشىء وهناك من يتساهل ويرى أنه لا مانع من تمرير هذه المجاملة ما دامت ستحقق أمنية للاعب لم يقصر فى حق المنتخب وقت أن كان قادرا، فإن غير المقبول والذى لا يخضع لوجهات النظر والاختلاف هو ما يفعله اللاعب مع الزمالك حيث ارتكب فى حق النادى الذى انتشله بعد أن استغنى عنه الأهلى وكرّمه وتعاقد معه بمبلغ ضخم لا يتناسب مع سنه أو عطائه أو أهميته بالنسبة إلى الفريق (3 ملايين و750 ألف جنيه) خطأ جسيما عندما رفض أن يسافر مع الفريق إلى تنزانيا للقاء يانج أفريكانز بحجة أنه فى سفر لأداء العمرة وهو أمر لا ينص عليه العقد بين اللاعب والنادى فإذا علمنا أنه كان متاحا له أداؤها فى فترة الإجازة الطويلة التى حصل عليها الفريق جبرا بعد مذبحة بورسعيد وأن العمرة مفتوحة فى أى وقت وأن المباراة محدد موعدها منذ شهور وأن سفره بهذه الطريقة ليس له معنى سوى الهروب من المسؤولية وعدم احترام تعاقده مع النادى ثم يزيد الطين بلة بموقفه الأخير من مباراة العودة حيث إنه سافر مع المنتخب إلى قطر حتى يستكمل المباراة التى تفصله عن التربع على مقعد العميد وحده حيث إن شريكه فى اللقب الحارس السعودى محمد الدعيع قد اعتزل اللعب، حيث كان من المفترض أن يشارك فى مباراة كينيا أول من أمس ويحصل على اللقب ويعود مع باقى زملائه من لاعبى الزمالك إلى القاهرة استعدادا لمباراة العودة أمام يانج أفريكانز المحدد لها 3 مارس ولكنه رفض وأصر على البقاء للعب المباراة الثانية للمنتخب أمام النيجر. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: أين نادى الزمالك والكابتن حسن شحاتة من تصرفات اللاعب وعصيانه على اللعب مع الفريق؟