انطلقت مساء اليوم الجمعة في عمان فعاليات ملتقى شبكة (أريج السابع) تحت شعار "الإعلام العربي..معركة الاستقلالية" بمشاركة 320 إعلاميا من بينهم خبراء ومدربون عرب وأجانب متخصصون في صحافة الاستقصاء من بينهم الإعلامي يسري فودة، وبحضور أربعة وزراء أردنيين على رأسهم وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الدكتور محمد المومني. وحذر عضو مجلس إدارة "أريج"، حاصد الجوائز العالمية تيم سباستيان، في كلمته الافتتاحية، من أن الصحافة في المنطقة وصلت إلى نقطة حرجة، قائلاً "إن إغلاق منابر الإعلام الحر واحدا تلو الآخر سيترك صناع القرار دون محاسبة لعقود قادمة". ودعا سباستيان الذي قدم برنامج "هارد توك" لمدة سبع سنوات عبر شاشة (بي بي سي) الصحفيين إلى ضرورة الاختيار بين قول الحقيقة وممالأة الحكام ، فيما دعا العرب منهم للتصرف كحراس يقظين على مصالح المجتمع، واصفا الصحفي الذي يخشى كشف تجاوزات الحكومات ب"الجراح الذي يرفض إجراء عملية لإنقاذ حياة مريض". وسرد الإعلامي البريطاني حالات توقيف صحفيين وتقييد للحريات الإعلامية في الدول العربية، مستشهدًا بحالات من المغرب، تونس، الأردن ومصر، فيما تساءل "إذا لم يكن لدينا صحافة حرة كيف سيكون لدينا مجتمعات متسامحة ؟ هل لاحظتم كيف يموت التسامح في هذه المنطقة وفي مناطق عديدة من العالم ؟ . ونصح الصحفيين بعدم الكذب وألا يتعمدوا إخفاء الحقيقة وأن يكونوا منصفين ودقيقين وملتزمين بالمعايير الصحيحة، مشيرًا إلى أن المجتمع بحاجة إلى سماع ما يحب وما لا يحب لأن إخفاء الحقائق قد تزعجه ، مؤكدا على أن المعارك الصغيرة تستحق خوضها مثل المعارك الكبيرة. وقال "إذا كان الصحفي ملتزما بالحقائق فإنه سيحصل على إجابة أفضل من السياسيين أما إذا طرح سؤالا سخيفا فإن الإجابة ستكون بالمثل"، مستشهدا في هذا الإطار بسؤال طرحه أحد الصحفيين على جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق عن تقييمه للاقتصاد على أن تكون الإجابة بكلمة واحدة فأجاب بأنه "جيد" فعندما طلب منه الإجابة بكلمتين فكانت "ليس جيدا". وبدورها، قالت مديرة (أريج) التنفيذية رنا الصباغ "إن الشبكة التي تؤسس للمستقبل، غدت بصمة فارقة للجودة والحرفية العالية ورمزا لصحافة المساءلة التي لا تقبل ظلم أحد لكنها ترفع الظلم عن من لا صوت له". وتحدثت الصباغ عن مشاركة صحفيين من ليبيا ، السعودية ، المغرب ، السودان ، اليابان وإيران من خارج دول انتشار الشبكة التسع في أكبر ملتقى تعقده أريج كما ونوعا منذ تأسيسها عام 2005..معربة عن أسفها لغياب الزملاء الصحفيين في غزة للعام الثالث بسبب حرمانهم من السفر خارج ما وصفته "السجن الكبير" ، قائلة "إن قلوبنا مع أريجيي غزة الذين واصلوا العمل رغم صواريخ إسرائيل واستمرار الحصار حيث عملوا في الملاجيء رغم تدمير بيوتهم واستشهاد أعزاء على قلوبهم". ومن المقرر أن تتواصل أنشطة الملتقى حتى مساء الأحد المقبل كما سيتم توزيع جوائز 2014 لأفضل تحقيقات مؤثرة - مكتوبة ومتلفزة - كشف معدوها قضايا مجتمعية ملحة بفضل استخدامهم أساليب تخف جريئة وقدرتهم على توثيق سوء استخدام السلطة ومشاكل بيئية وصحية. وفي مستهل جلسة الافتتاح الرسمي ، تابع الحضور فيلما يختزل إنجازات الشبكة والتحقيقات المرئية والمطبوعة لأريجيين في دول الانتشار ؛ مصر ، الأردن ، سوريا ، فلسطين ، لبنان ، العراق ، تونس ، البحرين واليمن. وكانت ورش التدريب قد انطلقت، الجمعة، تحت عناوين (الأمن الالكتروني، فحص الحقائق وتدقيق صحة المحتوى في العصر الرقمي، تحقيقات النفط والغاز في العالم العربي ، ألف باء التحقيقات الإذاعية ، سرد القصة التلفزيونية بسلاسة وترابطية). واستعرض أريجيون من مصر والعراق تحقيقاتهم في جلستين منفصلتين..فيما أعلن إد بايس من منظمة ( Checkdesk ) عن جائزة للصحافة الاجتماعية تمنحها المنظمة شهريا ابتداءً من الشهر المقبل لتشجيع صحافة الاستقصاء الجدية في العالم العربي. وفي ورشة الأمن الالكتروني، استعرض خبير الحاسوب الآيسلندي سماري ماكارثي أدوات حماية الصحفي المتقصي ومصادره من اختراق الهيئات الحكومية أو المعتدين (الهاكرز) لحساباته وملفاته الرقمية وهواتفهم. وقال ماكارثي إن التكنولوجيا مجيرة لأغراض سياسية ومحكومة بأمرين مهمين هما رؤوس الأموال والسياسات الحكومية للدولة كما أن البرامج تخضع لاعتبارات دولية مختلفة. وفي ورشة تحقيقات النفط والغاز في العالم العربي ، عدد جوني وست مدير موقع (أوبن أويل) المتخصص بقضايا النفط سلة من الأفكار من شأنها تفكيك حزمة ألغاز تكتنف العقود المبرمة بين الشركات النفطية والحكومات كما استعرض خصائص صناعة النفط وعلاقتها بالتسلط والعقود والشركات وكذلك أنظمة الدعم. وقد دربت أريج منذ نشأتها 1530 صحفيا ومحررا وأستاذ إعلام وطالبا..وأسهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن ..كما أشرفت على نشر/بث قرابة 300 تحقيق استقصائي ، وتستخدم عدة كليات إعلام مساق "أريج" المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.