المنيا إسراء كامل: "العام الأسود".. لقب أطلقه مزارعي وتجار محصول البطاطس بقرى مركز المنيا، على هذا العام، وذلك بسبب الخسارة الفادحة التى تعرضوا لها، بعد انخفاض سعر محصول هذا العام عن الأعوام السابقة، ليصل إلى 650 جنيها للطن الواحد، مقارنة ب 4400 العام الماضي، الأمر الذى دفع المزارعين إلى اتخاذ قراراً بالإمتناع عن زراعة المحصول مرة أخرى، بالإضافة إلى تكدس الآلاف من الأطنان لدى التجار بقرية البرجاية، والتى تعد أكبر القرى المصدرة له. رصدت "التحرير" تواجد الآلاف من أطنان البطاطس، محملة على السيارات، وداخل المخازن الخاصة بالتجار، وذلك بسبب عدم الإقبال عليها، رغم إنخفاض السعر. واعرب المزارعون عن غضبهم جراء الانخفاض الجنوني فى أسعار المحصول، حيث أوضح ماهر محمد، 44 سنة مزارع، أنه يقوم بزراعة محصول البطاطس كل عام ، وأنه من أكثر الموارد التي تدر دخلا لعائلته، بسبب ارتفاع أسعاره طيلة السنوات الماضية، حتى أصبح المبلغ الذى يتحصل عليه من بيع المحصول هو الأكبر له، ويقوم بتوفير احياجات أسرته طيلة أيام العام، موضحًا أن محصول هذا العام بدأ ب 1440 جنيهًا للطن مقارنة بالعام الماضي الذى بدأ ب 4500 جنيها، وأنه وصل الآن إلى 750 جنيهًا. وأشار سيد صلاح، 50 سنة، مزارع، إلى الخسارة الفادحة التي تعرض لها المزارعين، موضحًا أن الفدان الواحد ينتج ما يقرب من 8 أطنان، أي ما يعادل 6 آلاف جنيهًا، فى حين أن تكلفته تصل إلى نحو 15 ألف تقريبًا، من خلال تأجير وشراء أسمدة وبذور وأجرة مزارعين. قال محمود الأصمعي، أحد أكبر تجار البطاطس بقرية البرجاية، إنه يعمل بالتجارة منذ أكثر من 20 عامًا، إلا أن الخسارة التى ضربت محصول البطاطس هذا العام، كانت مفاجئة للجميع، حتى أصبح عام 2014 يعد الأسوء على الإطلاق بين المزارعين والتجار، مضيفًا أنه رغم تواجد المحصول بكميات كبيرة داخل المخازن والشون ، إلا أن الأقبال عليه ضغيف للغاية، ما يؤدى إلى أنخفاض سعره. وأشار محمد حسين نائب رئيس أتحاد الفلاحين بالمنيا، إلى الحالة السيئة للفلاح المصري، وذلك بسبب رفع أسعار المستلزمات الزراعية من بذور وسماد وغيرها مقابل أنخفاض فى أسعار المحاصيل، موضحًا أن أسعار محصول البطاطس هذا العام جاء بمثابة الضربة القاضية، حتى لا يستطيع زراعة هذا المحصول مرة أخرى. وأضاف نائب رئيس اتحاد الفلاحين، أن المنيا تتصدر قائمة المحافظات المنتجة للبطاطس، حيث تشغل قرى البرجاية وزهرة وصفط اللبن المركز الأول في انتاجها، وتشتهر بزراعة أجود الأنواع مثل "دايمون وبيرنا وليدي روزيتا والتيربو" ويفضلها سكان ألمانيا واسكتلندا وهولندا، وأيضًا "كارا" والتي تتميز ببياض لونها وارتفاع نسبة السكريات بها, والتى يفضلها أهالي الوجه البحري وخاصة الإسكندرية ، مضيفاً أن القرى تزرع ما يقرب من 4 آلاف فدان، ويعطي الفدان إنتاجًا وفيرًا يصدر معظمه إلى الدول الأوروبية, ويتم تسويق فائض الإنتاج محليًا خاصة لمصانع الشيبسي.