الأعمال الإرهابية البسيطة الغادرة، سيتضاعف عددها هذه الأيام.. وأيضا هذا ليس رأيا شخصيا، ولكنه تحليل للموقف الحالى.. فإرهابيو سيناء صاروا فى مصيدة.. كانوا يتسللون إلينا من الأنفاق، مع أسلحتهم، والخطط التى زوّدهم بها أعداؤنا، فيرتكبون جرائمهم البشعة، ويفرون هاربين عبر الأنفاق نفسها.. الأنفاق التى صارت سبوبة كبيرة لأصحاب المنازل، التى بها مداخل ومخارج الأنفاق.. فاللعبة كانت سهلة، والخيانة كانت مربحة. يكفى أن تلغى من منزلك حجرة، تجعلها مدخلًا أو مخرجًا لنفق، حتى يتراوح دخلك، من تمرير البضائع والمخدرات والسلاح والإرهابيين، من ربع إلى نصف مليون دولار فى الشهر الواحد.. ولا يهم هنا ما الذى ستفعله المخدرات أو يفعله الإرهابيون وأسلحتهم بالوطن.. ثم قرّر الوطن رتق ثقوب الحدود، وأخلى الشريط الحدودى، الذى منه يتسرّب الخطر والموت وتتسرّب الخيانة بعارها إلى مصر. ومن الطبيعى والحال هكذا أن يغضب مَن خسروا آلاف الدولارات شهريا، وأن يثور كل من يؤيّد ويساند ويموّل الإرهاب؛ لأن الشريط الحدودى العازل أفسد كل الخطط، وقطع خيط الخيانة، وقصف ممر الإرهاب. ولأن الخونة لا يفصحون أبدا عن خيانتهم، فقد تباكوا على أهل سيناء، الذين تم تهجيرهم بتعويضات كبيرة (فى ما عدا من تم العثور على مدخل نفق فى بيته)، وادعوا أنهم، وهم يضربون ويخونون الوطن والمواطنين كل يوم، أنهم يبكون من أجله، ولكن الواقع أنهم يبكون على أنفسهم، ويشتعلون غضبا من القلم السخن الملهلب، الذى هوى مدوّيًا على أقفيتهم.. الأنفاق كلها أغلقت بضربة واحدة، والإرهابيون لم يعد باستطاعتهم التسلل لتنفيذ أغراضهم الدنيئة، وتهريب الأسلحة إلى سيناء أصيب بضربة قاصمة.. الأدهى من هذا، أن تدمير الأنفاق لم يمنع التسلل إلى وطننا فحسب، بل منع التسلّل منه إلى خارجه أيضا. بمعنى أدق، لقد وضع إرهابيو سيناء فى مصيدة، لم يوضعوا فيها من قبل.. الأنفاق أغلقت، والبيوت فى الشريط العاول نسفت، ومهّدت، ولم يعد هناك مكان للاختباء أو الاختفاء.. أو الهروب.. وفى الوقت ذاته يقوم الجيش والشرطة بتمشيط سيناء، وضرب البؤر الإرهابية بها، وقتل وأسر من فيها من الإرهابيين. ولو أنه أضاف شريط ألغام فى المنطقة العازلة، ومجسات أرضية، ترصد أى محاولة لحفر أنفاق جديدة، يكون قد بتر يد الإرهاب اليمنى، وأدخله فى حالة من اليأس الوحشى.. لهذا أتوقّع التوسّع فى التفجيرات يدوية الصنع، وإلقاء القبض على عشرات التنظيمات التابعة للإرهاب، ممن دفعهم جهلهم ودفعتهم خيانتهم إلى محاربة أوطانهم، متصوّرين أنهم أبطال هذا الزمان، وحماة الدين! اليأس سيتزايد مع سقوط المزيد منهم، داخل المصيدة، وعندئذ سيرتكبون الخطأ التاريخى الشهير، الذى يمحى أمثالهم من الوجود.. سيرفضون الاعتراف بالهزيمة، وسيصرون على مواصلة القتال، كما فعل هتلر فى نهايات الحرب العالمية الثانية، فأسقط بلاده كلها فى قبضة الاحتلال، ولو أنه اعترف بالهزيمة، ووقّع الهدنة، لبقيت بلاده حرة، قادرة على النهوض مرة أخرى، كما حدث فى الحرب العالمية الأولى وبعدها.. ولكنهم مثله، لا يتعلمون.. هذا لأنهم إرهابيون.. فى مصيدة.