عامل رخام فى منطقة البساتين، ضاق ذرعًا بعتاب زوجته له على إهماله رعايتها، واعتياده السهر خارج المنزل، وتقصيره فى الإنفاق على متطلبات المعيشة، وفى نهاية المطاف قرر حل تلك الخلافات على طريقته الخاصة، بالتخلص من شريكة العمر إلى الأبد، وأنهى حياتها بشومة انهال بها على رأسها وجسدها لتسقط جثة غارقة فى الدماء، ثم ادعى وفاتها نتيجة سقوطها من أعلى السلم، لكن مفتش الصحة شك فى أسباب الوفاة وأبلغ شقيقها الذى توجه بدوره إلى قسم الشرطة وأبلغ عن الجريمة، وبالقبض على الزوج المتهم انهار واعترف بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى النيابة العامة أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات وانتدبت الطب الشرعى للتشريح وبيان سبب الوفاة وتوقيتها قبل التصريح بالدفن. اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، تلقى إخطارًا من مأمور قسم شرطة البساتين، بتلقيه بلاغًا من المدعو نزيه.ح.أ، 45 سنة، فنى فى سنترال مشيخة الأزهر، مقيم فى دائرة قسم شرطة دار السلام، باكتشافه وفاة شقيقته «غ»، 30 سنة، ربة منزل، مقيمة فى دائرة القسم، وبعرضها على مفتش الصحة اشتبه فى وفاتها جنائيا لإصابتها بجروح وكدمات فى جميع أنحاء الجسم، ورفض التصريح لها بالدفن، واتهم شقيقها فى البلاغ زوجها عمرو كمال الدين، 34 سنة، عامل رخام، مقيم فى دائرة القسم، وسابق اتهامه فى قضيتى «مشاجرة وضرب»، بالتسبب فى وفاتها لاعتياده التعدى عليها بالضرب وإهانتها. وبإخطار اللواء على الدمرداش، مساعد الوزير لقطاع أمن العاصمة، أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة المقدم خالد الدمرداش، رئيس مباحث القسم، لكشف ملابسات الواقعة، توصلت تحرياته إلى صحة الواقعة وأن زوج المجنى عليها وراء ارتكاب الجريمة، وباستئذان النيابة العامة وإعداد الأكمنة تمكن النقيب أحمد إبراهيم، ضابط المباحث، من ضبطه، وبمواجهته اعترف بتعديه عليها بالضرب محدثا إصابتها لخلافات زوجية فى ما بينهما مما أدى إلى وفاتها، ونفى المتهم تعمده قتلها مدعيًّا أنه كان يريد تأديبها فقط بسبب إلحاحها عليه بالبقاء فى المنزل وترك أصدقائه ومعايرته له أنه لا يقدر على الإنفاق على أسرته وقيامه بصرف نقوده على الملذات والمخدرات، الأمر الذى كان يثير غضبه باستمرار وحوَّل حياته إلى جحيم لا يطاق، وتسبب فى عدم قدرته على المكوث فى مسكنه كثيرا لتجنب التشاجر مع زوجته القتيلة. عن تفاصيل الحادثة قال المتهم إنه عاد متأخرا كعادته من العمل ووجد المجنى عليها متيقظة وبدأت معه وصلة شجار كالمعتاد ولم يشعر بنفسه بعدما ضاق به الحال، سوى وهو يضربها بشومة كانت بالقرب من مكان وقوفه، ولم يشعر بوفاتها سوى بعد توقف صرخاتها، مضيفا أنه حاول إسعافها بشتى الطرق دون جدوى، وبعد التأكد من فراقها الحياة أسرع بالهرب، وبسؤاله عن السلاح المستخدم أرشد عنه، بالعرض على النيابة أمرت بما سبق حياله.