حزين للابتعاد عن الأهلى والمنتخب.. لكنها إرادة الله جاريدو نصحنى بإجراء الجراحة فى إسبانيا أثق بقدرة لاعبى الأهلى على الفوز بالكونفيدرالية فى وقت عصيب للغاية جاءته الإصابة بقطع فى غضروف الركبة والرباط الصليبى (عدو) اللاعبين، لتتوقف أحلامه وطموحاته مؤقتًا بعدما كان فى أوج تألّقه مع الأهلى والمنتخب الوطنى خلال الفترة الأخيرة، حتى إن الكثير رشَّحه لخوض تجربة الاحتراف فى أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، خصوصًا أنه يمتلك مقومات فنية وبدنية رائعة تؤهّله للانضمام إلى الفرق الكبرى عالميًّا، لكنه كما قال الإصابة قضاء وقدر وإنه راضٍ بقضاء الله، ولا أحد يهرب من مصيره المحتوم. «التحرير» حاورت الغزال عمرو جمال مهاجم الأهلى والمنتخب الوطنى، لتتعرَّف منه على أسباب الإصابة ورؤيته لموقف القلعة الحمراء فى الفوز بكأس الاتحاد الإفريقى (كونفيدرالية)، بالإضافة إلى موقف الفراعنة فى مباراتى السنغال وتونس بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2015. اتحاد الكرة يتحمَّل جانبًا من مسؤولية إصابتى.. ونتعرَّض لحملة ظالمة من التحكيم ■ كيف تعرَّضت للإصابة؟ - لم أشعر بالإصابة فى بادئ الأمر، ولعبت لمدة 12 دقيقة وأنا مصاب بقطع فى الرباط الصليبى، ثم تعرَّضت لقطع فى غضروف الركبة بعد التحام قوى مع حارس الأسيوطى، ووقتها شعرت أننى لا أستطيع رفع ساقى من الأرض، ولذلك قام الجهاز الفنى بإخراجى من الملعب ولم أتخيَّل وقتها أننى مصاب بقطع فى الرباط الصليبى، حتى إن خالد محمود طبيب الفريق، وقتها رفض إبلاغى بالخبر حرصًا علىَّ، وبعد إجراء الجراحة أخبرنى بحقيقة إصابتى. ■ كيف كان وقع الخبر عليك؟ - حزنت بشدة، خصوصًا أننى كنت أتمنى المشاركة فى مباراتَى المنتخب الوطنى أمام السنغال وتونس، ومباراتَى الدور النهائى لبطولة الكونفيدرالية أمام سيوى سبور الإيفوارى، لكن هذه إرادة الله، ولا اعتراض على قضائه، ومن الممكن أن تكون الإصابة فداء لشىء آخر، عمومًا «لا نعلم الخير فين». ■ هل كان لأرضيه الملعب دخل فى إصابتك؟ - دون شك، لأن ملعب أسمنت أسيوط لا يصلح لممارسة الكرة ويمتلئ بالحفر والمطبات، وقد تعرَّضت للإصابة مرتين فى أثناء إجراء عملية الإحماء، ولا تنسَ أن اتحاد الكرة يتحمَّل جزءًا كبيرًا من الإصابة، لإصراره على نقل المباراة إلى استاد الأسمنت، رغم أن الفريق لم يحصل على أى فترة راحة بعد عودته من الغردقة فى أثناء مواجهة الجونة، وكان يجب على مسؤولى اتحاد الكرة مراعاة هذا الأمر. ■ ماذا قال لك الإسبانى جاريدو؟ - لأول مرة أرى الخواجة متعصبًا هكذا، وقد طالبنى بالهدوء، مؤكدًا أن هذه العمليات أصبحت أمرًا بسيطًا، ومن الممكن العودة إلى الملاعب فى وقت قصير، وأخبرنى أنه تعرَّض لنفس الإصابة عندما كان لاعبًا، وعاد إلى الملاعب فى فترة وجيزة، ورشَّح لى طبيب برشلونة من أجل إجراء الجراحة باعتباره من أفضل الخبراء فى العالم المتخصصين فى تلك العمليات، بل وتوجّه معى إلى سفارة إسبانيا لاستخراج تأشيرة الدخول، وسوف أسافر إلى إسبانيا يوم 8 نوفمبر المقبل. ■ مَن الذى حرص على الاطمئنان عليك؟ - لم أتوقع كل هذا الحب بعد أن تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من جانب العديد من الشخصيات، مثل المهندس محمود طاهر رئيس النادى، والكابتن أحمد شوبير، والدكتور هشام العامرى عضو مجلس الإدارة، والكابتن جمال عبد الحميد، والكابتن حازم إمام، والكابتن أحمد حسن، والكابتن خالد بيبو، بالإضافة إلى زملائى لاعبى الأهلى والمنتخب والعديد من لاعبى الأندية الأخرى الذين لا تربطنى بهم أى علاقة، ولكنهم حرصوا على الاطمئنان، ولا تستطيع أن تتخيَّل كم السعادة التى شعرت بها بعد هذه الاتصالات. ■ هل ترى أن هناك حملة مدبّرة لوقف مسيرة الأهلى؟ - أعتقد أن هذا الأمر واضح للجميع، خصوصًا أن الأخطاء التى يرتكبها الحكام فى كل المباريات تقريبًا تبدو واحدة ومكررة، ويبدو أن البعض يريد أن يحدّد مسار البطولة مبكرًا، ويجب أن تكون هناك وقفة مع الحكام ويتم اختيارهم بعناية شديدة وعلى مستوى المباراة. ■ هل يستطيع لاعبو الأهلى الفوز بلقب الكونفيدرالية؟ - هناك ثقة كبيرة فى قدرة لاعبى الأهلى على الفوز بلقب الكونفيدرالية وإحراز الكأس المستعصية على الأندية المصرية رغم الصعوبات التى يواجهها الأهلى لعدم وجود سوى 11 لاعبًا فى قائمة الفريق، بالإضافة إلى ثلاثة حراس فقط، ومعنى هذا أنه لا يوجد أمام الجهاز الفنى أى بدلائل للاعتماد عليها. ■ أى من زملائك قادر على تعويض غيابك؟ - الأهلى لا يقف على أى لاعب مهما كان، وهناك مهاجمون كبار فى الفريق، مثل عماد متعب وأحمد عبد الظاهر، بالإضافة إلى رمضان صبحى، والأمل معقود على عماد متعب ورمضان صبحى باعتبارهما المقيدين فى قائمة الفريق الإفريقية. ■ كيف ترى قدرات الإسبانى جاريدو؟ - مدرب رائع وصاحب فكر جيد ويكفى أن مستوى الفريق تطوَّر فى الآونة الأخيرة بشكل واضح للجميع، وأعتقد أنه مع مرور الوقت سيكون للفريق شكل آخر، كما طوَّر فى أداء مدافعى الفريق، ويكفى أن دفاع الأهلى هو نفسه دفاع منتخب مصر، بالإضافة إلى أنه لديه فلسفة تدريبية واضحة من خلال بدء الهجمة من عند حارس المرمى، وأعتقد أن تطور مستوى أحمد عبد الظاهر وتريزيجيه خير دليل على امتلاك الرجل رؤية واضحة يسعى لتنفيذها فى الملعب. ■ ما سبب كم الانتقادات التى يتعرَّض لها؟ - أعتقد أن حدة الانتقادات قلَّت بشكل كبير فى الآونة الأخيرة، وفى بداية الأمر لم يكن الرجل يعلم إمكانيات لاعبى الفريق، لكن بعد التعرُّف على قدراتهم اختلف الأمر تمامًا والجميع يشهد بأن الأهلى أصبح له شكل واضح فى الملعب. ■ هل تخشى من سلسلة التعادلات أن تؤثِّر على مسيرة الفريق؟ - بطولة الدورى تختلف عن أى بطولة أخرى، لأنها مسابقة النفس الطويل، وأعتقد أن الأمور تختلف كثيرًا فى الدور الثانى، خصوصًا أن الأهلى منشغل حاليًّا ببطولة الكونفيدرالية، وفور الانتهاء منها سيركِّز الجميع فى الدورى. ■ هل ندمت لعدم خوض تجربة الاحتراف؟ - الخيرة فى ما اختاره الله، وكان من الممكن أن أخوض تجربة الاحتراف أيضًا وأتعرَّض للإصابة، والحمد لله على كل شىء. ■ ماذا قال لك الكابتن شوقى غريب؟ الكابتن شوقى غريب كان أشد الناس حزنًا لإصابتى، وحرص على الاتصال وطالبنى بالصبر، مؤكدًا لى أننى سأعود أفضل مما كنت. ■ كيف ترى المواجهة القادمة أمام السنغال؟ - المباراة صعبة للغاية، خصوصًا أن المنتخب السنغالى يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين المميزين ويتطلَّع إلى التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية، بالإضافة إلى أن المنتخب الوطنى ليس أمامه سوى الفوز للتمسُّك بالأمل، ومن هنا تكمن خطورة المباراة، فضلًا عن أن الفوز على السنغال يزيد من الطموحات بإمكانية التغلب على المنتخب التونسى فى الجولة الأخيرة. ■ هل يستحق المنتخب الوطنى التأهل لبطولة الأمم؟ - دون شك يستحق المنتخب الوطنى التأهل لنهائيات الأمم الإفريقية، خصوصًا أنه لا يزال أحد المنتخبات الكبيرة داخل القارة وإذا كان قد واجهته حالة من عدم التوفيق فى بداية التصفيات، فهذا لا يقلل من قيمته، بالإضافة إلى أنه أمر وارد الحدوث، ولا تنسَ أن المنتخب الوطنى فى حالة إحلال وتجديد بعد اعتزال الكبار، مثل أبو تريكة ووائل جمعة وسيد معوض. ■ ماذا تقول لجماهير الأهلى؟ - أشكر جماهير الأهلى على وقفتهم الرائعة مع الفريق، ولا أنسى المشاعر الصادقة لجماهير القلعة الحمراء التى حرصت على الاطمئنان علىّ بعد الإصابة، وأقول لهم «مهما فعلنا لا نستطيع أن نوفيكم حقّكم».