رغم أن التظاهر في ميدان التحرير، وخروج مسيرات صوبه، كانت إحدى الفعاليات التي دعت إليها الحركات السياسية والقوى الوطنية الداعية للإضراب، فإن ميدان التحرير، بدا لليوم الثاني من الإضراب، أمس الأحد، خاويا من المظاهرات، مع استمرار العشرات اعتصامهم بوسط الميدان. «التحرير» التقت مع بعض المعتصمين في الميدان، من بينهم أهالي شهداء، ومصابي الثورة، وقال محمد أحمد سليمان -طالب جامعي ومن مصابي الثورة- ل«التحرير»: أصبت برصاصة في أذني في أحداث السفارة الإسرائيلية، أحدثت لي عاهة مستديمة وعولجت على حسابي وإلى الآن لم آخذ أي تعويض، فقررت الاعتصام في ميدان التحرير، حتى أحصل على التعويض المناسب وأقوم بإجراء عملية في أذني تكلفتها أعلى من أن تتحملها أسرتي. والوضع في الميدان يشهد اعتصام أهالي الشهداء والمصابين، وبجوارهم أيضا يعتصم الباعة الجائلون الذين نقلوا أغراضهم إلى الميدان بهدف الرزق، كما قال عطية -أحد باعة الشاي في الميدان- الذي قال للتحرير «كنت أعمل في مصنع لصناعة الجلود، لكن في أحداث الثورة اضطر صاحب المصنع لإغلاقه بسبب تراكم الديون عليه، فقررت أن أبيع الشاي في الميدان الذي كان سببا في قطع رزقي ورزق أطفالي»، على حد قوله. على جانب آخر، دارت حلقات نقاشية بين عدد من المعتصمين وعدد آخر من المواطنين، وما بين مؤيد ومعارض للإضراب دار النقاش، وقال أحد الموظفين أثناء النقاش «البلد مش ناقصة حالها واقف وانتوا مش بتدوا فرصة لأي حكومة، أحمد شفيق وعصام شرف والجنزوري، هيشتغلوا إزاي طول ما في ضغط عليهم»، ما دفع أحدهم للرد عليه قائلا «الإضراب هيخلي الجنزوري يشتغل لأن ميبقاش بعد الثورة ناس لسة بتاخد ملايين وناس مش لاقية تاكل دا حتى اسمه ظلم». فيما انتظمت الحركة المرورية بشكل طبيعي داخل الميدان وتم فتح جميع مداخل الميدان أمام السيارات والمارة. ومن جانبه، انتقد طارق الخولي -المتحدث الرسمي لحركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية- من ادعوا بفشل الإضراب على حد وصفه قائلا «الإضراب تصاعدي وهذا هو الطبيعي النتيجة لا تأتي بين يوم وليلة، مستدلا على قوله بأن إيرادات مترو الأنفاق تراجعت بحسب الإحصاءات الرسمية بنسبة 30 بالمائة، وهذا يعني أن هناك تفاعل شعبي مع الإضراب»، مضيفا «طلاب الجامعات المصرية أكثر من تفاعلوا مع الإضراب وقاموا بتنظيم المظاهرات المناهضة للمجلس العسكري داخل الجامعات وحركة 6 ابريل في مختلف جامعات الجمهورية نجحت مع الحركات الأخرى في توجيه الإضراب لمساره الصحيح داخل الجامعات وإقناع عدد من الأساتذة على الانضمام للطلبة في إضرابهم، رغم أن هيئات التدريس بعدة جامعات رفضت الانضمام للإضراب».