تدق الأجراس صباح الأحد، الصبية الصغار يجرون فى طريقهم إلى الكنائس فى أيرلندا «الكاثوليكية جدا»، مشهد تغير جذريا بعدما بات الأهالى يصطحبون أبناءهم يحرصون على أن لا تطالهم يد عابثة، خصوصا وقد انتشرت رائحة فضيحة تحرش جديدة بالأطفال أبطالها من القساوسة، والمتستر على المجرمين هو «الفاتيكان». أول من أمس استدعى الفاتيكان سفيره لدى أيرلندا ل«التشاور» بعد اتهامات تتعلق بفضيحة تحرش جنسى بأطفال أطلقها البرلمان الأيرلندى، الذى وبخ الفاتيكان بعد إعداد تقرير يتهم الكنيسة بالتستر على «تحرش قساوسة جنسيا بأطفال فى وقائع ترجع أحداثها إلى عام 2009». التقرير المؤلف من 400 صفحة تضمن تفاصيل عن اتهامات ضد 19 كاهنا بانتهاكات جنسية على قاصرين فى أبريشية كلوين جنوبى أيرلندا بين عامى 1996 و2009، وجاء فيه أن رجال دين أيرلنديين أخفوا عن السلطات وقائع تحرش قساوسة جنسيا بأطفال، ولا محاولة زائفة لإحراج الفاتيكان هنا، فالاتهام صادر عن حكومة دولة غالبية سكانها كاثوليك. رئيس الوزراء الأيرلندى أندا كينى أدان الدولة التى تمثل المسيحيين الكاثوليك قائلا إن «اغتصاب وتعذيب الأطفال كان يستخف به أو يجرى التعامل معه، حفاظا على مصلحة المؤسسة أولا وعلى نفوذها وسمعتها»، كما اتهم كينى الفاتيكان بمحاولة إحباط التحقيق فى تلك الانتهاكات التى سببت حرجا كبيرا لرأس الكنيسة الكاثوليكية البابا بنديكت السادس عشر. كان الفاتيكان قد شدد الإجراءات ضد مقترفى الانتهاكات الجنسية بعد الكشف عن سلسلة من الانتهاكات فى أديرة تديرها الكنيسة فى أوروبا والولايات المتحدة، كما طلب البابا بنديكت السادس عشر وقتها الصفح من الضحايا، لكن منتقدين يؤكدون أن تلك الإجراءات لم تكن كافية، كما فشلت فى معاقبة الكهنة الضالعين فى التعتيم على الانتهاكات .