فى عام 1927 إتخذ الراهب البوذى اللاما «إيتيجلوف» وضعية اللوتس، الوضعية الأشبه بجلسة الكاتب المصرى القديم، ثم أخبر تلاميذه والرهبان من حوله بتلاوة صلاة الميت عليه حيث أنه سيموت الآن، إتخض الرهبان من حوله وأجابوه بما معناه «ما تقولش كده يا معلم، ربنا يطول لنا فى عمرك»، إلا أن اللاما «إيتيجلوف» كان جادا تماما، حيث أغمض عينيه بالفعل، وبدا أنه قد ذهب إلى عالم آخر، وبدأ بالفعل يغيب... قبل أن يغيب، وبعد أن أخبرهم بتلاوة صلاة الميت عليه، أخبرهم بما هو أهم من كل ذلك، أخبرهم أنه سيعود مرة أخرى، ليس فى جسد آخر، وإنما فى جسده هو نفسه. لهذا أوصى تلاميذه من الرهبان بضرورة إخراجه من قبره كل عدة سنوات، حيث أنه قد يعود فى مرة منهم، كما أوصاهم أيضا بضرورة وضعه فى التابوت بنفس وضعيته التى يجلس عليها الآن، وضعية اللوتس المتأملة. دخل بعدها فى حالة من التأمل العميق على خلفية من أصوات تلاوة تلامذته لصلاة الميت عليه، ثم غاب... بعد مرور 28 عاما على وفاته ووضعه فى التابوت بنفس جلسته، بالتحديد فى عام 1955، قرر بعض الرهبان من تلامذته ممن لا يزالون على قيد الحياه تنفيذ وصيته فى سرية تامة وإخراج التابوت وفتحه كما أخبرهم قبل وفاته، وهنا كانت المفاجأة، الراهب لا يزال على نفس جلسته، بدون أى تحلل فى الجثة أو تلف فى الجلد أو الأنسجة. عندها فقط أدرك الرهبان أن الرجل كان يعنى ما يقوله عندما أخبرهم أنه الآن سوف يموت، إلا أنه سوف يعود مرة أخرى. وتكتموا الأمر فيما بينهم حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وأعادوا الراهب إلى مقبرته فى تابوته بنفس وضعيته مرة أخرى. بعد مرور 18 عاما أخرى، فى 1973، فتح الرهبان المقبرة مرة أخرى وأخرجوا الجسد من التابوت، فوجدوه لا يزال كما هو، بنفس جلسته وبدون أن يتحلل، لم يفهموا شيئا، إلا أنهم قد دربوا عقولهم بما فيه الكفاية على أن الحقيقة شيء آخر تماما غير ما نظن أنها هى الحقيقة. لهذا أعادوه من سُكات إلى تابوته ثم إلى مقبرته. بعد مرور 29 عاما أخرى، فى 2002، كانت الفتحة الثالثة للمقبرة وللتابوت، إلا أنها لم تحدث فى سرية مثل المرتين السابقتين، حيث رأى الرهبان أن الأمر بات يخص العالم كله، ولا يخصهم وحدهم، وأنه بات لزاما على العالم أن يشترك معهم فى التعرف على ذلك اللغز وتلك المعجزة. وهكذا إشتركت الصحافة والتليفزيون فى تغطية الحدث هذه المرة، وتم إخراج التابوت وفتحه للمرة الثالثة، لتبدو الجثة فى أفضل حال، كما هى بالضبط يوم دفنه منذ حوالى 87 عاما، وعندها بدأ العالم فى التعرف على تلك الحكاية الغريبة غير المفهومة. جاءت الفرق العلمية والطبية من جميع أنحاء العالم لدراسة ظاهرة جثة اللاما «إيتيجلوف»، أخذوا عينات من شعره وخلايا جلده لتحليلها ودراستها، ثم كانت النتيجة الصادمة للجميع، التحليلات جميعها تشير إلى أن الخلايا حية! تعقد اللغز أكثر وأكثر، واستطاعت تلك الجثة الجالسة فى وضعية التأمل منذ حوالى 87 عاما أن تقض مضاجع العلماء، لتخبرهم أن هناك أشياء بين السماء والأرض لن تستطيع العلوم الأرضية وحدها حلها وتفسيرها. حتى الآن لا تزال جثة اللاما «إيتيجلوف» كما هى يوم وفاته، بدون أى مواد حافظة أو تحنيط. حتى الآن لا يزال العلماء وكل ما وصلنا إليه من علوم قاصرين عن حل اللغز وفك الأحجية. حتى الآن لا يزال بعضنا مصمم على عدم تصديق أن الحياه الحقيقية شيء آخر تماما غير ما نظن أنها هى الحياه. يا لتلك الحياه الغامضة، المجيء إليها لغز، والرحيل عنها لغز، وما بين المجىء والرحيل نعيش الحياه نفسها، التى تعد فى حقيقة الأمر أكبر لغز.