أحدثت عودة "بلوتو" إلى المجموعة الشمسية بعد غياب ثمانية أعوام، ارتباكًا في مناهج العلوم حول العالم، وسبب الارتباك يرجع إلى إدراج 8 كواكب فقط في المجموعة الشمسية (عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، والمشترى، وزحل، وأورانوس، ونبتون) بعد حزف بلوتو بعد قرار الاتحاد الدولي للفلك بأنه ليس كوكبًا، ثم الاعتراف "بكوكبيته "على ضوء نتائج الأبحاث، والدراسات الحديثة التي توصل إليها التليسكوب الفضائي هابل . ثلاثة أسباب رئيسية طردت بلوتو من المجموعة الشمسية في عام 2006، وثلاثة أسباب آخرى أعادته إلى عضويتها مرة ثانية، فحذف "بلوتو "من قائمة الكواكب لأنه ليس في مدار حول الشمس، كما أنه لا يعتبر ضخمًا بما فيه الكفاية ليكون له جاذبيته الخاصة، وأنه ليس واضحًا عن الأجرام المجاورة لمداره . وعاد إلى المجموعة الشمسية مرة أخرى، -بحسب علماء جامعة هارفارد - لوجود غلاف جوي خاص به مليء بالنيتروجين، والميثان، وأول أكسيد الكربون، وله مالا يقل عن خمسة أقمار، كما أنه الكوكب الأكبر الذي يدور حول الشمس بعد نبتون. عودة بلوتو للمجموعة الشمسية اربكت المسئولين عن التعليم، بعدما باتت المناهج خالية من كوكب بلوتو باعتباره (كويكب)، وليس كوكبًا حيث وصف موقع "ديلي ميرور" البريطانى هذه العودة بالخطيرة لأنها وضعت مدرسي العلوم في المدارس الثانوية في جميع أنحاء العالم، في موضع "قلق"، حيث يتوجب عليهم تغيير الكتب المدرسية، لوضع "بلوتو" مرة أخرى ضمن المجموعة الشمسية بعد أستبعاده . من جانبه، قال الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، علمنا أن بلوتو لديه ما لا يقل عن خمسة أقمار، وهو أمر مثير للعجب لأنه لايجوز هذا لجسم غير الكوكب، ولهذا فإن المركبة الفضائية (نيو هوريزون) ستقوم بزيارة بلوتو العام القادم حيث سيعاد قياس حجمه بالتدقيق وتلتقط له الكثير من الصور القريبة، ربما يتم العثور على المزيد من الأقمار التابعة له. ويعتبر بلوتو كوكب "قزم" يبعد عن الشمس لدرجة أنه لا يرى إلا كنجم نير، كما أنه كان الكوكب الأصغر في كواكب المجموعة الشمسية التسعة، ومن شدة صغره لا يعتبره كثير من علماء الفلك من الكواكب، بل حاول البعض اعتباره تابعًا لكوكب لنبتون، وهو الكوكب الوحيد الذي لم تزره مركبة فضائية لبعده، لهذا فالمعلومات عنه غير واضحة، وقليلة نسبيًا، ولا توجد له صور واضحة المعالم كبقية الكواكب، ولا سبيل أمام العلماء سوى التخمينات حوله، وتخيله، أو تصويره عن بعد. وبدأت أزمة "بلوتو" بعد انتهاء اجتماع الاتحاد الدولي للفلك الشهير في عام 2006، والذي كان من المقرر أن يقوم العلماء فيه بتحديد مصير لقب بلوتو "الكوكبي"، وهل سيظل بلوتو كوكبًا أم سيصنف على أنه نوع آخر من الأجرام الفضائية، وانتهى الاجتماع بتصويت 424 عضوًا على تجريد بلوتو من عضويته في المجموعة الشمسية، واعتراض حوالي 300 عضوًا من علماء الفلك، وعلى ذلك تم إسقاط اللقب عن بلوتو، ووضع تعريف جديد لمفهوم كلمة "كوكب" مما أغضب محبي الكوكب الصغير وعشاقه. وفي أقل من خمسة أيام، تزايد عدد الموقعين على هذه العريضة الاحتجاجية من بينهم أشخاص قاموا بدراسة كل كوكب، وكويكب في مجموعتنا الشمسية بالإضافة إلى حزام كويبر، وبعضهم شارك في حملات استكشاف المجموعة الشمسية التي تمت باستخدام الروبوت، وبوصولهم إلى هذا العدد أغلق المنظمون العريضة معتبرين أنها أدت دورها، وأوضحت رسالتهم جيدًا للاتحاد، إلا أنهم ظلوا متمسكين بموقفهم . أثار هذا الأمر جدلاً واسعًا في الرأي العام العالمي حول تأثير هذا على المناهج الدراسية، وما تعلموه طوال حياتهم، وتربوا ونشئوا عليه، وانقسموا ما بين مؤيد ومعارض ومحايد، فبلوتو كان كوكبًا حينما كتبت فيه كارل ماثيوز المؤلف الموسيقي عام 2000 المقطوعة الموسيقية (بلوتو) وكتب لها البقاء (على الأقل للتاريخ)، بعد أن قررت أحدى الشركات تسجيلها، وعزفتها أوركسترا برلين"الفيلهارموني" بقيادة "سيمون راتال".