ماذا لو قرر نظام شريف، مراجعة ملفات بيع شقق كل المشروعات الحكومية، طوال الثلاثين عاما الماضية؟! أى كم من الفضائح وملفات الفساد تتوقعون انفجاره، بخطوة واحدة كهذه؟! لو جاء نظام شريف، ينشد العدالة ومحاربة الفساد، وقام بتلك الخطوة، سيكشف أن أكثر من سبعين فى المئة من تلك الوحدات، التى كان من المفترض أن تحل أزمة الإسكان للشباب مملوكة للعاملين فى وزارة الإسكان، وزوجاتهم، وأبنائهم، وأقاربهم من الدرجة الأولى، وحتى الخامسة، وأن حاميها هو أكبر حراميها، حتى إن أحد مالكى شقق الشباب، ممن لا يستحقون دورة مياة شقة واحدة منها، يحصل على أكثر من سبعين ألف جنيه شهريا، عن إيجارات شقق يمتلكها، سواء باسمه، أو بأسماء وهمية، وقد استولى -بامتلاكها- على حق عشرات الشباب، الذين أشعلوا ثورة، بسبب يأسهم من المضى فى الحياة، بسببه وسبب عينته وعصابته. وهو بالمناسبة أحد العاملين فى جهاز مدينة العبور أيضا، وهو ليس منفردا، بل هو عينة من آلاف مثله، جعلوا نصف الثروة العقارية فى مصر ملكا للفاسدين والمرتشين والأفاقين، من كبار وصغار موظفى الإسكان، ومديرياته، وأجهزة مدنه. وماذا لو تم تفعيل قانون «من أين لك هذا»، فى حملة واسعة النطاق، لتطهير الجهاز الحكومى من الفساد، وشن حملة ضارية على الفاسدين، الذين استباحوا مال وممتلكات الشعب، وما زالوا يستبيحونها، متصورين أنهم قد أفلتوا بجرائمهم، فقط لأنهم سجلوا ما سرقوه بأسماء الأبناء والأقارب؟! وماذا لو سألنا كل موظف، كيف امتلك كل ما يمتلك، وراتبه لا يتعدى واحداً فى الألف منه؟! كيف يمكن أن يركب سيارة ثمنها يساوى مرتبه فى مئة شهر، ثم يسرق شقة لا تزيد على السبعين مترا، من شاب يحلم بالاستقرار، فى حدود إمكانياته البسيطة، ويفقد انتماءه للوطن، لعجزه عن تحقيق حلم، سرقه منه فاسد، يضع ساقا على ساق، ونعل حذائه فى وجه القانون؟! حارِبوا الفساد عمليا، لو أنكم تؤمنون بأن ثورة حقيقية قد اندلعت فى مصر. وأنت يا أول مجلس شعب منتخب انتخابات ديمقراطية حقيقية، ما خطتك لمكافحة الفساد، واستعادة ما سرقه واستولى عليه الفاسدون من حقوق الشعب؟! ما التشريعات التى ستعيد إلى الشعب حقوقه، من كل من نهبه وسلبه حقه؟! كيف ستستعيد كل هذه الشقق من ناهبيها يا حزب الحرية والعدالة؟! كيف ستحارب الفساد يا حزب النور؟! ما خطتك للقضاء على لصوص مساكن الشباب يا حزب الوفد؟! كيف ستعيد مساكن الشباب للشباب يا رئيس مصر القادم، أياكنت؟! أستعير كلمات الفنان الراحل أحمد زكى، وأنا أصرخ.. أغيثونا.. أغيثونا. والله -سبحانه وتعالى- المستعان.