التقط صابر الرباعى الأيام الأخيرة من عام الثورات العربية وطرح ألبومه الذى أجله كثيرا «صابر 2011» بلا دعاية تقريبا فلم يلتفت إليه كثيرون وإن كان يستحق ما هو أكثر من الالتفات فى الحقيقة.. يبدأ رحلته ب«عد حبايبك» استغل جيدا تلك المنطقة الباكية فى صوته، وهو يئنُّ خوفا. المطرب التونسى كان شجاعا عندما اختار أن يفتتح ألبومه بأغنية هى بالفعل بطولة مطلقة لشاعرها بهاء الدين محمد الذى صاغ فكرة جديدة، وراقية، بتعبيرات نحتها بأصابعه، ووضع صابر لها لحنا مميزا، وزادها صوته صدقا فوق الصدق «يعنى لحدى اتأنى وحاسب/ يعنى لو إنت خلاص مش حابب»، ثم تستمتع بنقطة أخرى فى صوته لم يكن يلتفت إليها هو نفسه وهو يقول «عد حبايبك كام هناك وكام هنا/ بعت الكل خلاص مش فاضل إلا أنا.. عد حبايبك كااام كااام». «يا عسل» أغنية خفيفة الدم باللهجة اللبنانية كتبها ولحنها الموهوب سليم عساف، «ياحرام شو عملتى فينا متل الورق طيرتينا»، كان يمكن لصابر أن يغنى بطريقة أكثر فرحا لأن جوها ملىء بالمرح»، لكنه فضّل أن تكون طربية من الدرجة الأولى لكن مع ذلك لا يمكن أن تصفق لهذا الصوت المخلص لكل حرف يغنيه، وفى أغنية صعبة مثل «إن شا الله ربى» إيقاع راقص مثل «عاشق مغروم» وكلاهما صنعتا أجواء مختلفة فى تجربة صاحب «سيدى منصور». «بعشقك» لماذا يشعر من يستمع إليها أن هناك مبالغة فى شىء ما لا تليق بالرباعى؟ لا ينقذ الأغنية سوى ذلك الكوبليه «أنا قولتلك وحلفتلك هكملك لو حاجة فيك نقصاك»، حيث يتحرر من الأداء الرومانسى الهادئ الذى يبعث على النوم وعلى الملل الذى أسهم فيه لحن وليد سعد بقوة. على مستوى الألحان يبدو صابر الرباعى الأكثر فهما لصوته، حيث وضع لحنا ل«حب الأسمرانى» التى كتبها هانى عبد الكريم، الأغنية تليق بصوته تماما، غناها برشاقة واهتمام وثقة رغم أن الكلمات كانت فقيرة، بعكس «ماتبكيش» التى كتبها ولحنها أحمد الماجرى باللهجة التونسية، وأداها صابر بإتقان، سليم عساف استنسخ نفسه فى «نمشى وأنا نمشى»، ثم يختتم الألبوم ب«أنا والعذاب»، وهى أغنية جيدة جدا وإن جاء مذهبها ضعيفا.