مراسل «شلبوكة» استضاف «بلاتر» مدرب الجونة على الهواء مراسلو الفضائيات يذهبون إلى الملعب بلا هدف سوى الإمساك ب«الجثة» والحديث معها سارة كاربونيرو صديقة كاسياس قدمت أفضل أداء لمراسلة في إسبانيا لماذا يظهر هذا الأمر في الملاعب المصرية دون غيرها؟ استخدام تقنيات فقيرة يسبب أزمة انقطاع الصورة وتأخر الصوت والأحاديث «التائهة» «كابتن مدحت أنا معاك جاهز على الهواء، ومعايا مستر بلاتر بتاع الجونة»، دار هذا الحوار على الهواء مباشرة من مراسل قناة «إم بى سي مصر»، وشاهده الجميع، ووسط حالة من التوهان بين مخرج الاستوديو والملعب استمرت لمدة لا تقل عن خمس دقائق، كان هذا ملخص ما يحدث بين المراسلين فى ملاعب كرة القدم المصرية وبين الاستوديوهات التحليلية في مدينة الإنتاج الإعلامي. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا يظهر هذا الأمر فى الملاعب المصرية دون غيرها، وعلى القنوات المصرية فقط؟ عندما نشاهد الدوريات الأوروبية، أو البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو الأمم الأوروبية أو حتى كأس الأمم الإفريقية، التى تقام في دول إفريقية محدودة الإمكانيات فى بعض الوقت، لا نرى أبدا مراسل «بى إن سبورت»، وهو يتحدث على الهواء دون أن يعلم ماذا يقول. الإجابة عن السؤال الماضى تنقسم إلى جزءين: أولا: القنوات تحاول الاعتماد على أجهزة فقيرة من أجل تخفيض التكاليف اللازمة للإنتاج، فتستخدم وحدة تسمى «لايف فيو»، وهى عبارة عن جهاز كمبيوتر مزود بشريحة اتصال على الإنترنت وظيفته نقل الصورة عن طريق الشبكة العنكبوتية، وهو ما يؤخر التواصل بين المراسل والمحللين فى الاستوديو، وكذلك يؤثر بصورة كبيرة على جودة الصورة، فنجد طوال الوقت أن هناك تقطيعا أو ضياعا للصورة وتأخرا للصوت. ثانيا: عدم احترافية الموجودين فى الاستوديو وكذلك المراسل، ورغم أن الاثنين يعلمان جيدا أن هناك تأخرا فى الصوت، فإن الأسئلة تأتى من مقدم البرنامج ويبدأ فى انتظار الإجابة، وعندما يتأخر الرد يبدأ المذيع فى التحدث ثانية دون انتظار المراسل الذى وصل الصوت إليه متأخرا، فبدأ الرد على المذيع، لتبدأ وصلة «التهييس» على الهواء مباشرة. أما أكبر أزمات مراسلي كرة القدم فى مصر، فهى الثقافة، فمعظم مراسلى القنوات الفضائية يذهبون إلى المباريات دون إعداد مسبق، ويقع الاختيار عليه إما من مقدم البرنامج أو رئيس تحريره للذهاب إلى تغطية أى لقاء. المراسل يذهب إلى المباراة، وهو ورزقه، أى ما يقع تحت يده من لاعبى الفريق أو مدير فنى، ويكون السؤال التقليدى عند الفوز للمدير الفني، ولنا فى لقاء الزمالك الأخير أمام طلائع الجيش «عظة» ومثال، فقد سأل مراسل قناة «إم بى سى» حسام حسن المدير الفني للزمالك: «بعد لقاء النهاردة الزمالك النهاردة حقق الفوز على طلائع الجيش»، ويتوقف عن الكلام، ليبدأ المدير الفنى للفريق الأبيض فى الحديث عن المباراة، رغم أنه لم يتلق سؤالا من المراسل يحمل أى علامة استفهام (؟)، وبعدها يقرر العميد أن يكون هو المراسل بعدما طلب من مراسل «شلبوكة» أن يتلقى هو مباشرة الأسئلة من الاستوديو التحليلى، بعدما حصل على السماعة الخاصة بالمراسل على الهواء مباشرة. وعلى هذا المنوال يسير كل مراسلي القنوات الفضائية إلا القيل منهم، الذى أصبح صاحب خبرة، ويعتمد على ذاكرته أو معلومات قديمة، ولكن أزمة أسئلة المراسلين سببها أن كل مراسل يحاول الاجتهاد قدر الإمكان دون أن يتلقى أى معلومات تذكر من معدي البرنامج الذي يعمل فيه. الأكثر من ذلك أن الجهد الأكبر من المراسل يكون في إحضار الضيف سواء كان لاعبا أو مدربا أو رئيس ناد، نظرا إلى أن التنظيم الإعلامى لكل مباريات الدورى يقترب من الصفر، ففى أى بطولة محترمة يكون هناك «بانر» للقاءات الإعلامية مع المراسلين يتم الاتفاق عليها مع المسؤول الإعلامى لكل فريق، ويتم طلب عمل لقاء مع لاعبين أو أكثر، وكذلك مع المدير الفنى، وبعد اللقاء يأتي من حدد أسماءهم مندوبو القنوات دون النظر للنتيجة، كما يحدث فى مباريات دورى أبطال إفريقيا مع الفرق المصرية. في الدوري الأمر «سمك، لبن، تمر هندي»، الكل يجري وراء اللاعبين والمدير الفني ويبقى الأمر للمزاج، إذا فاز الفريق كانت هناك لقاءات، وإذا خسر يجرى اللاعبون إلى أوتوبيس الفريق بسرعة، بل الأغرب أنك من الممكن أن تشاهد لقاءات للاعبين على قنوات لا تمتلك أصلا حقوقا لبث مباريات الدورى، ولكن كلها «فهلوة» ومن يقدر أن يمسك لاعبا فى يده أو مدربا يستطيع إجراء لقاء معه. من أهم أزمات المراسلين هى عدم إدراك مقدمى البرامج أن الملعب هو بطل الاستوديو وليس «الرغي» الموجود، والحقيقة أن الوحيد في مصر الذى يدرك ذلك هو أحمد شوبير، الذي يتعامل دائما مع صورة الملعب على أنها البطل والأكثر نجومية منه، ولذلك فإن مراسلي شوبير يظهرون تقريبا أكثر منه خلال الفترة التى تسبق اللقاء وبعده مباشرة، أما باقى مقدمى البرامج فإن ظهورهم يأتي في المقدمة وكثيرا ما يطلب المحللون أن تتوقف اللقاءات في الملعب لقلة الوقت لأن ظهورهم سيقل. معظم محللي القنوات الفضائية الذين يقولون نفس الكلام لا يدركون أن المشاهد يهمه في المقام الأول فرحة اللاعبين بعد المباراة، أو لو أن هناك مشكلات فإن المشاهد يريد أن يعرف ماذا يحدث في الملعب، ولا يريد أن يسمع الكابتن فاروق جعفر وهو يتحدث عن أزمة خط الوسط، وأن الزمالك يحتاج إلى «أسطى» فى الفريق، وما إلى ذلك من الكلام المحفوظ الذي يتردد في كل الاستوديوهات التحليلية. مراسلو الملاعب هم الضلع الأهم في نقل مباريات الدورى العام المصرى لكرة القدم، وعلى القنوات أن تهتم بعملهم لأنهم في النهاية من ينقلون صورة الملعب للناس، وعلى المراسلين أن يهتموا بأنفسهم قليلا وأن يذهبوا لأي مباراة ومعهم سيناريو للقاء ومحاور أسئلة وهدف من تغطية اللقاء، أما الأسئلة من نوعية اللقاء كان صعبا والنتيجة النهاردة كويسة، فهذا أمر كارثي، وعليهم أن يتعلموا من الإسبانية سارة كاربونيرو صديقة إيكر كاسياس عن كيفية عمل المراسل من أرض الملعب.