هل يصغى التيار الإسلامى إلى نداء التحرير؟ هم شاركوا فى تظاهرة الميدان يوم الأربعاء الماضى، احتفالا بما تم إنجازه. وجودهم فى الميدان، وإعلان اعتصامهم الرمزى، حتى صباح اليوم، لم يكن له محل من الإعراب. هناك تناقض واضح بين تصريحات القيادات داخل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. المحامى الإخوانى الشهير، صبحى صالح، قال إن الجماعة لن تشارك فى تظاهرات اليوم، لا بالتظاهر أو الاعتصام. أما الدكتور جمال حشمت، عضو الهيئة العليا للحزب، فرأى أن الإخوان شاركوا فى المسيرات، مطالبين بتحقيق نفس المطالب من خلال مؤسسات الدولة الشرعية، رافضا أن يكون هناك تشابه بين جمعة أمس وجمعة الغضب 28 يناير، حيث أحاطت جمعة الغضب الأولى، حالة من الاستعداء للثوار، وبرلمان فاسد، ووزارة سيئة السمعة، على حد قوله. الجبهة السلفية، أبدت استياءها من الانقسام داخل الميدان، مؤكدة أنها ابتعدت عن الليبراليين والإسلاميين، لأنهما لم ينظرا إلى مصلحة البلاد، وطغى عليهما التشدد والتعنت فى مواقفهم. المتحدث باسم «الجبهة»، الدكتور خالد سعيد، كشف عن أن مشاركة «الجبهة» تستهدف إسقاط المجلس العسكرى، والضغط عليه، حتى يترك سلطة البلاد، ويمنحها إلى رئيس جمهورية منتخب من الشعب، جازما بأن شكل الميدان سيئ للغاية، فالتيارات الإسلامية تحتفل بشكل يثير الغضب، والفصيل الآخر فوضوى، وأضاف «هذا ما دفعنا إلى الوجود بشكل صامت فى معزل عن الجميع». أما الجماعة الإسلامية، فعلى الرغم من مشاركتها أمس فى ميدان التحرير، وفى شتى ميادين مصر، فإنها رأت أنه كان ينبغى أن لا تكون «جمعة غضب جديدة»، لأن جزءا مهما من مطالب الثورة قد تحقق، وأن جزءا آخر فى سبيله إلى التحقق، إلا أنه يشوبه التباطؤ. مؤكدا أن الشعب المصرى كله سيقوم بجمعة غضب إذا ما أخلف الجيش وعده، وعاد إلى ثكناته فى 30 يونيو القادم. الجماعة أكدت فى بيان لها مطالب الثورة، بدءا بالقصاص للشهداء، والإفراج عن المعتقلين، من ضحايا النظام، قبل وبعد ثورة يناير، ومرورا بالمطلب الشعبى الأهم تسليم السلطة فى موعد أقصاه 30 يونيو القادم، وبضرورة المطالبة بتسلم الدكتور عمر عبد الرحمن المعتقل لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. المتحدث الرسمى باسم ائتلاف «دعم المسلمين الجدد»، حسام أبو البخارى، وصف الفرق بينه وجمعة الغضب الأولى، أنه لن يشهد نفس التداعيات من حرق للأقسام وغيره.