وصلتنى هذه الكلمات البسيطة، عبر البريد الإلكترونى، منقولة عن مرسل ثالث، نقلها بدوره عن رابع، وهكذا، كما اعتدنا مع كل ما يصل إلى البريد.. ومع ما نمر به، منذ عام كامل، من فوضى شاملة، وغياب تام لهيبة الدولة، وغياب أكثر لمفهوم الحرية والحق فى التعبير، وجدت أن هذه الكلمات هى تعبير سليم حكيم، على الرغم من بساطتها، عن حالة الفوضى، التى تأبى أن تستقر، عقب ثورة كبيرة، وفكر يأبى أن يتحد فى رؤية شاملة، بعيدا عن لعبة «بأى جزء من الكعكة سأفوز؟»، ويسعى إلى الحفاظ على الكعكة للشعب كله! وهنا أنشرها، لعل بساطتها تسرى فى القلوب، وتشرق فى العقول، أكثر من كلمات فخمة ضخمة، لم تُجدِ نفعا، طوال الأشهر السابقة، ولعلها تشرح، لماذا لا نتقدّم إلى الأمام، على الرغم من أن الكل يصرخ ويهلّل.. والكلمات تحمل توقيع المرسل، لا توقيع صاحبها الأصلى، ويا ليتها تنقل فكره أيضا! ■ ■ ■ مر مجموعة من الناس بامرأة تغرق فى البحر.. فرفض السلفى مد يده لإنقاذها لأنه متوضِّئ وأصر الإخوانجى على استئذان المرشد العام أولا... واشترط شاب من «6 أبريل» موافقة 130 ائتلافا من ائتلافات شباب الثورة على الأقل قبل إنقاذها... ونصحها الليبرالى بأن تخلع كل هدومها علشان تبقى خفيفة وتقبّ على وش الميه.. وطالب أحد ثوار التحرير بعمل مليونية الجمعة المقبلة باسم «جمعة إنقاذ الفتاة التى تغرق»... بينما أكد كل من فى العباسية أنها لو ماتت تبقى غريقة مش شهيدة وتساءلوا: هى إيه اللى نزلها الميه أصلا؟ وأكد تامر بتاع غمرة أنه سمعها بتنادى ب«إنجلش لانجويدج» علشان حد ينقذها... وبكى الجنزورى وهو يعتذر لأن أبو العربى لسه مابعتش العوامة... وانتفض البرادعى وأخرج ال«آى باد» وكتب على حسابه على «تويتر»: «كرامة المرأة فى حقها فى الحياة».. وقالت نوارة نجم وأسماء محفوظ إن المجلس العسكرى هو من قام بإغراق السيدة وهو المسؤول عن إنقاذها... وقال مرتضى منصور إنه يمتلك سى دى لهذه السيدة المنحلة وإنها على علاقة بممدوح عباس وأحمد شوبير.. وأكد توفيق عكاشة أن نزولها للبحر هو أحد طقوس الماسونية العالمية وطلب من زملائه -البط- الوجود فى العباسية للتصدى للمؤامرة المدبرة من هذه السيدة.. وأكد وزير الداخلية أن ماعندناش بحر أصلا.. أما المجلس العسكرى فشكل لجنة تقصى حقائق لمعرفة الطرف الثالث اللى زقها فى الميه... ومع هذا وذاك غرقت المرأة... للأسف الشديد.. الست دى هى مصر! د.شريف بيومي