54 ألف صوت باطل، إعلان الحصر العددي لأصوات الناخبين ب الدخيلة والعامرية وبرج العرب    الشرع يجيب عن سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    رئيس الوزراء: استثمارات قطرية تقترب من 30 مليار دولار في مشروع "علم الروم" لتنمية الساحل الشمالي    تحقيق عاجل من التعليم في واقعة احتجاز تلميذة داخل مدرسة خاصة بسبب المصروفات    ماكرون وعباس يعتزمان إنشاء لجنة لإقامة دولة فلسطينية    حبس تيك توكر بالإسكندرية بتهمة النصب وزعم قدرته على العلاج الروحاني    أمطار وانخفاض درجات الحرارة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم وغدًا    موعد بداية ونهاية امتحانات الترم الأول للعام الدراسي الجديد 2025-2026.. متى تبدأ إجازة نصف السنة؟    مي سليم تطرح أغنية «تراكمات» على طريقة الفيديو كليب    عيار 21 يسجل رقمًا قياسيًا.. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم توك توك وتروسيكل بالخانكة    انقطاع التيار الكهربائي بشكل الكامل في جمهورية الدومينيكان    الزراعة: السيطرة على حريق محدود ب "مخلفات تقليم الأشجار" في المتحف الزراعي دون خسائر    تسع ل10 آلاف فرد.. الجيش الأمريكي يدرس إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من غزة    موسكو تحذر من عودة النازية في ألمانيا وتؤكد تمسكها بالمبادئ    نيوسوم يهاجم ترامب في قمة المناخ ويؤكد التزام كاليفورنيا بالتكنولوجيا الخضراء    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    رسميًا.. موعد إعلان نتيجة انتخابات مجلس النواب 2025 المرحلة الأولى    قلبهم جامد.. 5 أبراج مش بتخاف من المرتفعات    استقرار نسبي في أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري مع تراجع طفيف للدولار    لتجنب زيادة الدهون.. 6 نصائح ضرورية للحفاظ على وزنك في الشتاء    مواجهة قوية تنتظر منتخب مصر للناشئين ضد سويسرا في دور ال32 بكأس العالم تحت 17 سنة    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل استعداداته لمواجهتي الجزائر (صور)    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    «الجبهة الوطنية» يُشيد بسير العملية الانتخابية: المصريون سطروا ملحمة تاريخية    قبل غلق اللجان الانتخابية.. محافظ الأقصر يتفقد غرفة العمليات بالشبكة الوطنية    فى عز فرحتها مانسيتش مامتها.. مى عز الدين تمسك صورة والدتها فى حفل زفافها    مختصون: القراءة تُنمّي الخيال والشاشات تُربك التركيز.. والأطفال بحاجة إلى توازن جديد بين الورق والتقنية    اتهام رجل أعمال مقرب من زيلينسكي باختلاس 100 مليون دولار في قطاع الطاقة    الحسيني أمينا لصندوق اتحاد المهن الطبية وسالم وحمدي أعضاء بالمجلس    علشان تنام مرتاح.. 7 أعشاب طبيعية للتخلص من الكحة أثناء النوم    السياحة تصدر ضوابط ترخيص نمط جديد لشقق الإجازات Holiday Home    وفد السياحة يبحث استعدادات موسم الحج وخدمات الضيافة    نقيب الإعلاميين: الإعلام الرقمي شريك أساسي في التطوير.. والذكاء الاصطناعي فرصة لا تهديد.    ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار فونج-وونج بالفلبين ل 25 قتيلا    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. روسيا تمنع 30 مواطنا يابانيا من دخول البلاد.. اشتباكات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين فى طوباس.. وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلة يقدم استقالته لنتنياهو    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء عمليات الفرز في لجان محافظة الجيزة    انتخابات مجلس النواب 2025.. محافظ الفيوم يتابع أعمال غلق لجان التصويت في ختام اليوم الثاني    بيان رسمي من خوان بيزيرا بشأن تجاهل مصافحة وزير الرياضة بنهائي السوبر    «ميقدرش يعمل معايا كده».. ميدو يفتح النار على زيزو بعد تصرفه الأخير    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    السفير التركي: العلاقات مع مصر تدخل مرحلة تعاون استراتيجي شامل    قلق وعدم رضا.. علامات أزمة منتصف العمر عند الرجال بعد قصة فيلم «السلم والثعبان 2»    لماذا نحب مهرجان القاهرة السينمائي؟    منتخب مصر يستعد لأوزبكستان وديا بتدريبات مكثفة في استاد العين    كرة سلة - الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدارس الكنسية.. إتيكيت ولغات و«دروس في الإسلام»
نشر في التحرير يوم 06 - 09 - 2014

«البحث عن مدرسة» صداع حقيقى فى رأس المصريين، فالتعليم هو الهم الأكبر الذى يلتهم ميزانية الأسر الساعية والباحثة عن مستقبل أفضل لأبنائهم، طموحهم كبير وإمكاناتهم محدودة، ودائما ما يسعون فى رحلة لا تنتهى للبحث عن «مدرسة»، تتحقق فيها المعادلة الصعبة.. خدمة تعليمية متميزة، سلوك تربوى متزن، وتكاليف معقولة تدخل فى دائرة الممكن.
وما بين مدارس الحكومة وحالها المعلومة والمعروفة، ومدارس اللغات الخاصة والدولية التى تمثل لأغلب المصريين «حلما بعيد المنال» بل «مستحيلا»، لن يطالوه فى ظل المتاح، تبرز المدارس المسيحية المصرية العريقة، بتنويعاتها المختلفة «كاثوليك» و«إنجيليين» وغيرها، وتاريخها الممتد وسمعتها العالية، لتحقق هذه المعادلة الصعبة، فهى تقدم مستوى تعليميا جيدا مقارنة بالمدارس الأخرى، يكاد يقترب من مستوى المدارس الدولية، وفى ذات الوقت هى مدارس غير هادفة للربح، فالمقابل المادى أو «المصروفات» لا تقارن بالمدارس الأخرى التى تقدم نفس الخدمة التعليمية لكن بمقابل مادى مرتفع، وهو ما يجعلها فى النهاية «أملا» حقيقيا لعديد من الأسر المصرية، مسلميها ومسيحييها على السواء.
فى هذا التحقيق، تلقى «التحرير» الضوء على طبيعة هذه المدارس، وأنواعها، والقائمين عليها، مع الإشارة إلى نشأتها وبداية ظهورها فى مصر.
(1)
من التبشير إلى التأميم
تبدأ قصة المدارس المسيحية فى مصر مع الإرساليات التى جاءت من أوروبا والولايات المتحدة من قبل الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية للتبشير بالمسيحية خلال القرنين ال18، وال19 إلى أن تمصرت هذه الإرساليات، وصارت جزءا صميما من المجتمع المصرى بعد الاستقلال عن الكنيسة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
كانت كل إرسالية تأتى إلى مصر، تهتم بإنشاء خدمات تهم المجتمع مثل المدارس والمستوصفات والجمعيات الخدمية، كجزء من عملها فى مصر، وهو الذى انتبهت إليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فصارت لها جمعيات خدمية ومدارس مثل المدارس الكاثوليكية والإنجيلية، ومع ثورة 23 يوليو 1952 وحركة التأميم التى قام بها الرئيس جمال عبد الناصر، تم تأميم المدارس القبطية التى كانت تديرها هيئة الأوقاف القبطية، وكانت تقدم خدمة تعليمية مميزة، وصار مستوى هذه المدارس مثل بقية المدارس الحكومية الموجودة الآن.
أما المدارس «الكاثوليكية» و«الإنجيلية» فلم يتم تأميمها، والمدارس الكاثوليكية فى مصر متنوعة بين عدد من الهيئات والجهات الكاثوليكية مثل رهبنة الآباء اليسوعيين «الجيزويت»، وجمعية الصعيد للتنمية، وعدد من الرهبانيات الأخرى التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وعددها 168 مدرسة، ولكل مدرسة إدارة خاصة بها، لكن يجمعها إدارة أكبر وأشمل هى الأمانة العامة للكنائس الكاثوليكية بمصر.
أما المدارس الإنجيلية فعددها 23 مدرسة، ولها أمانة عامة مسؤولة عن إدارتها تابعة لسنودس النيل الإنجيلى «المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية».
(2)
هل تتحدث الفرنسية؟
المدارس المسيحية تهتم باللغة الأجنبية، حسب الكنيسة المنتمية إليها، فإذا أردت أن تكون الثقافة الأساسية لأولادك اللغة الفرنسية، فعليك بالتوجه إلى المدارس الكاثوليكية، التى يهتم أغلبها بالفرنسية كلغة أجنبية أولى، لكن هذه المدارس لا توافق على قبول أطفال لا يجيد ذووهم الفرنسية، وذلك حتى لا يعانى الأطفال فى الدراسة، فهم يحتاجون إلى من يذاكر لهم، ويكون على دراية باللغة التى يتعلمونها.
من ضمن المدارس التى تهتم باللغة الفرنسية أيضا، مدرسة العائلة المقدسة «الجيزويت»، وهى مدرسة بنين، وكذلك مدرسة «كولاج دو لاسال الفرير»، وهى مدرسة بنين أيضا، إضافة إلى مدرسة القلب المقدس، وهى مدرسة بنات.
أما المدارس الإنجيلية فتهتم باللغة الإنجليزية، كلغة أولى، ومن أشهرها مدرسة «كلية رمسيس» أو «رمسيس كوليدج»، إضافة إلى مدارس «سان جورج»، وهى مدارس تابعة للكنيسة الكاثوليكية، لكنها تهتم باللغة الإنجليزية.
(3)
الخزنفش.. حي المدارس
نشأت المدارس الكاثوليكية فى مصر فى القرن ال19، وكانت أول مدرسة أنشئت عام 1847 هى مدرسة القديس يوسف بالخرنفش فى حى الظاهر، تلتها مدرسة فريد باب اللوق عام 1888، ومدرسة القديس بولس عام 1890، ومدرسة «دى لاسال» الظاهر عام 1898، ومدرسة سان جابريل فى سبورتنج بالإسكندرية عام 1900، ثم كلية سان مايكل بالإسكندرية عام 1928.
وقام الفاتيكان بإنشاء هيئة أخوة المدارس المسيحية فى روما، أما فى مصر فتوجد الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، ولها مجلس ينتخب كل 4 سنوات، ومسموح له بالترشح أو التجديد له مرة واحدة فقط، وكان الأمين العام الأخير للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، الأب نبيل غبريال اليسوعى، الذى شغل المنصب فى نوفمبر من عام 2013 حتى وفاته قبل شهر واحد.
ويوجد للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مجلس إدارة، يرأسه أمينها العام المنتخب، ويتشكل من 17 عضوا (عضوان ممثلان للهيئات المالكة، إضافة إلى عضوين ممثلين لمديرى المدارس، وعضو ممثل للعاملين فى المدارس، وثلاثة أعضاء شخصيات عامة، إلى جانب الأمناء الفرعيين الثمانية يكونون أعضاء).
يتبع الأمانة عديد من اللجان، منها «الإعلام والثقافة، الأنشطة، التوثيق»، إضافة إلى جهاز التدريب، وفريق العمل الإدارى.
وتأسست الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية فى مصر فى الخمسينيات من القرن الماضى، لتوثيق الصلة بين المدارس الكاثوليكية بعضها البعض، وتجديد أساليبها التربوية، وتوحيد سياستها بما يتفق والاتجاه العام للسياسة التعليمية فى مصر وتعاليم الكنيسة، والأمانة عضو عامل فى المنظمة الكاثوليكية الدولية للتعليم «OIEC» ومقرها الرئيسى فى بروكسل ببلجيكا.
(4)
محلب تخرج من هنا
كثير من مشاهير مصر تخرجوا فى المدارس الكنسية، ومن أبرزهم رئيس وزراء مصر الحالى المهندس إبراهيم محلب، فهو خريج مدرسة «كولاج دولا سال»، كما قال جوزيف راغب أحد خريجى هذه المدرسة ل«التحرير»، إضافة إلى وزراء حاليين وسابقين مثل يوسف بطرس غالى، ومنير فخرى عبد النور، ومن الفنانين هشام سليم، وهو خريج مدرسة «الجيزويت»، والمخرج رامى إمام خريج نفس المدرسة، والمطرب حكيم خريج مدرسة كاثوليكية أيضا تابعة للرهبنة، أما المخرجة ساندرا نشأت فهى خريجة مدرسة «السكريكير» أو «القلب المقدس»، ولها فرعان فى غمرة بوسط القاهرة ومصر الجديدة.
(5)
«الناشط».. تربويا
الناشط السياسى البارز جورج إسحق، هو المسؤول عن لجنة الإعلام والصحافة بالأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، قال ل«التحرير»، إن عدد المدارس الكاثوليكية فى مصر 168، يدرس بها نحو 165 ألف طالب وطالبة، مضيفا أن المدارس الكاثوليكية تسهم فى النهوض بالمنظومة التعليمية فى مصر، وأن ما يميز المدارس «الكاثوليكية» هو التربية بجانب التعليم، فالمدارس تعمل على غرس مجموعة من القيم فى نفوس الطلاب والطالبات مثل التطوع والمساواة وقبول الآخر.
إسحق لفت إلى أن المدارس الكاثوليكية تفتخر بتخريج كوادر عدة على مدار تاريخها، لافتا إلى أن أغلب الوزراء والفنانين خريجى هذه المدارس، وضرب المثل بوزير التجارة والصناعة الحالى منير فخرى عبد النور، وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس وشقيقه، وهما من خريجى مدارس ال«جزويت».
السياسى البارز والمسؤول عن لجنة الصحافة والإعلام بالأمانة العامة، أكد أن المدارس الكاثوليكية تقدم أفضل الخدمات التعليمية لجميع المواطنين المصريين، وعليها إقبال شديد، لافتا إلى أن عدد المتقدمين كل عام فى تزايد، ومن يتقدمون بأوراقهم للالتحاق بها أعدادهم تفوق الأماكن المتاحة فى هذه المدارس.
ولفت إسحق إلى أن المدارس الكاثوليكية تحقق المعادلة الصعبة بتقديم خدمة تعليمية جيدة بربع التكاليف المناظرة فى المدارس الأخرى، إضافة إلى أساليب التربية التى تتبعها، موضحا أن لجنة الإعلام والصحافة تنظم 11 معسكرا فى الصيف تجمع فيها كل أبناء المدارس من المسلمين والمسيحيين، وتنظم مؤتمرا للمعلمين فى إجازة منتصف العام.
(6)
108 طلاب في السنة
المدارس الإنجيلية من المدارس التى تحظى بسمعة طيبة وعالية فى مصر، ودائما ما تكون جاذبة لعديد من الأسر المصرية لإلحاق أبنائهم بها. أما عدد المدارس الإنجيلية ف23 مدرسة فى 9 محافظات، تشرف عليها الأمانة العامة للمدارس الإنجيلية، التابعة لسنودس النيل الإنجيلى. «التحرير» التقت القس محسن منير، الأمين العام للمدارس الإنجيلية، بمكتبه فى مدرسة «رمسيس كوليدج» بغمرة، وهى إحدى أهم المدارس، التى يسعى كثير من الآباء لإلحاق أبنائهم بها لضمان مستوى تعليمى جيد، ومقابل مادى غير مبالغ فيه.
القس محسن منير أوضح أن كل عام من المفترض أن تستقبل المدرسة 108 طلاب، مقسمين على 3 فصول كل فصل به 36، لكن عدد المتقدمين هذا العام بلغ 850 طفلا، بينهم 519 فوق سن 5 سنوات، لافتا إلى أن ارتفاع عدد المتقدمين يعد سببا فى ارتفاع سن القبول بالمدرسة. منير قال إن أول مدرسة إنجيلية أنشئت كانت عام 1901 فى أسيوط، وعرفت باسم كلية أسيوط الأمريكية، والآن صار اسمها مدرسة السلام، مشيرا إلى أن محافظة أسيوط بها 4 مدارس، والأقصر بها مدرستان، وسوهاج مدرسة، وكذلك بنى سويف، وتوجد 4 مدارس فى القاهرة، كما توجد لهم مدارس فى القناطر وبنها وطنطا والمنصورة، موضحا أن عدد الطلاب حتى العام الماضى كان 32 ألفا و800 طالب، ويوجد بالمدارس 3 آلاف عامل، لافتا إلى أن المدارس غير هادفة للربح، ومصاريف الدراسة لا تقارن بالمدارس الأخرى، ولا بمستوى الخدمة التعليمية التى تقدم، على حد قوله.
(7)
خريج: تعلمنا التفكير خارج الصندوق
رؤوف زكريا، مصرفى بأحد البنوك، وخريج مدرسة العائلة المقدسة «الجيزويت»، ورغم تركه المدرسة عام 1995، ودراسته بالجامعة الأمريكية فإنه يفتخر بمدرسته، والقيم التى تعلمها فيها، ويحتفظ بأصدقائه من أيام الدراسة بالمدرسة، ورغم اتجاهات عملهم المختلفة فإنهم يلتقون كل فترة كما روى ل«التحرير».
زكريا أوضح أن الفروق كثيرة، بين المدرسة التى تعلم بها وتخضع إدارتها للرهبنة اليسوعية «الجيزويت»، وبين مدارس أخرى، قائلا «لاحظت أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين فى المدارس الكاثوليكية طيبة، والمسلمون قبل المسيحيين يشهدون بأن هذه المدارس نموذج لما يجب أن نعيشه، ونموذج للتعايش»، مضيفا «لم نشعر بتفرقة بأن هذا مسيحى أو هذا مسلم من قبل الرهبان المسؤولين عن المدرسة».
ويضيف حين توفى الأب نبيل غبريال، مدير مدرسة الآباء اليسوعيين لسنين طويلة، كثيرون تحدثوا عنه فى تأبينه، و90% من الكلمات للمسلمين قبل المسيحيين أشارت إلى أنهم لم يشعروا بتفرقة بين مسيحى ومسلم، موضحا أن المدرسة غرست فيهم قيمة احترام الآخر المختلف والتعامل معه، وتكوين صداقة حقيقية بغض النظر عن الاختلاف، وقال «المدرسة بنت فينا قيمة أن نختلف ونحترم بعض ونعيش فى حب وسلام».
رؤوف أوضح أن المدرسة كانت توفر حصة الدين الإسلامى، كما كانت توفر حصة الدين المسيحى، موضحا أن المدرسة غرست فيهم أيضا قيمة حب الوطن، قائلا «عمرى ما أنسى شكل الآباء، وهم يقفون وقت تحية العلم وأهمية تحية العلم فى المدرسة»، مضيفا كانت المدرسة تغرس معنى الوطنية الحقيقى، ومعنى الانتماء إلى البلد، بدءا من احترام تحية العلم وحتى كل شىء يخص الهوية المصرية.
ويوضح أن المدرسة شجعتهم على التفكير خارج الصندوق، مضيفا كان مسموحا لنا بحرية التفكير.
ويقول «أنا خريج مدرسة اللغة الأولى فيها الفرنسية، وحين التحقت بالجامعة الأمريكية فى أوائل دراستى كان يجب دراسة أصول اللغة الإنجليزية بصفتها الأولى فى الجامعة»، مضيفا «كنت متفوقا فى اللغة الإنجليزية عن كثيرين قادمين من مدارس لغتها الأولى الإنجليزية»، موضحا ربما كانوا يتحدثون أفضل من خريجى مدرستنا، لكن كنا نتفوق فى الكتابة والامتحانات عليهم.
رؤوف أوضح أن المدرسة كانت ملتزمة بمناهج الحكومة مثل اللغة العربية والتاريخ، وكانت تسعى لإحضار مدرسين جيدين ومتخصصين وعلى مستوى عال من المهنية، مضيفا لكن للأسف مناهج وزارة التربية والتعليم لم تكن تساعد على التفكير والإبداع، جوزيف راغب، ويعمل أيضا مصرفيا، وخريج مدرسة «كولاج دو لاسال الفرير» بالظاهر، وهى تدرس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى، قال إنه درس فى مدرسة «فرير» باب اللوق، حتى نهاية المرحلة الإعدادية، موضحا أن مدارس الفرير 5 مدارس على مستوى القاهرة، كانت الدراسة فيها حتى المرحلة الإعدادية ثم تصب هذه المدارس فى مدرسة «كولاج دو لاسال» بالظاهر، فى المرحلة الثانوية، موضحا أنه بسبب ضغط طلبات الالتحاق كانت تأخذ الطلاب بمجاميع مرتفعة، مشيرا إلى أن بقية المدارس أكملت مبانيها، وصارت تدرس حتى المرحلة الثانوية.
راغب أوضح أن أهم ما تعلمه فى «كولاج دو لاسال» هو زرع القيم والمبادئ، التى جعلته يمارس عمله هو وأغلب زملاء المدرسة بعد التخرج بمنتهى الجدية والتفانى، لافتا إلى أن المدرسة زرعت فيهم أن يكون للإنسان هدف يعيش من أجله، كما رسخت قيم مساعدة الآخرين وخدمتهم.
وأوضح راغب أن القصص التى درسوها خلال المراحل الدراسية كانت ترسخ هذه القيم، مضيفا أنهم زرعوا بداخلهم أيضا قيمة التواضع، وكانوا يتعلمون أنه من الخطأ أن تضع نفسك فى مرتبة فوق الآخرين، مشيرا إلى أن أولاده الآن فى مدارس دولية، لافتا إلى أنها تعنى بالدرجة الأولى بالتعليم، ولا تهتم بالقيم والتربية، موضحا أن هذه الحالة أصبحت عامة فى مصر، مشيرا إلى أن المدارس التى تخرج فيها أصابها مع الوقت التراخى فى الاهتمام بالقيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.