بعد تحقيقها والحكومة العراقية انتصارًا كبيرًا في فك حصار آمرلي منذ أيام، تمكنت قوات البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك جنوب مدينة كركوك المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب العراقي. وأقر أحد قادة البيشمركة في سليمان بك بالدور الذي لعبه الإيرانيون في الهجوم على مواقع الدولة الإسلامية. وقال رافضًا ذكر اسمه: «كان للإيرانيين دور في هذا. قدموا السلاح وساعدوا في التخطيط العسكري». وأضاف: «دربوا القوات الشيعية. ويوجد إيرانيون هنا في قاعدة أخرى. ثلاثة أو أربعة منهم. إنهم يقومون بإرشاد البيشمركة في إطلاق نيران المدفعية الثقيلة. وهم لا يتحدثون الكردية ولكن معهم مترجم». مشيرا: «لولا مساعدتنا لكان من الصعب عليهم إيقاف مقاتلي الدولة الإسلامية وحدهم». وتسعى القوات العراقية، المدعومة بضربات جوية أمريكية لاستثمار هذا التقدم في الشمال بالتوجه إلى مدينة الموصل التي يسيطر عليها مسلحو الدولة الإسلامية بالكامل. وقام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بزيارة بلدة آمرلي لتأكيد استعادة السيطرة عليها. وفي بغداد، قتل 7 أشخاص وأصيب 16 آخرين في انفجار سيارتين مفخختين بالتعاقب استهدفتا مقهى في منطقة حي العامل جنوب غرب العاصمة، وفي ظل الأزمة السياسية الحالية في البلاد، حيث لم يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة بعد، اقتحم محتجون غاضبون مبنى البرلمان العراقي أمس. وأفاد شهود عيان ل "رويترز" لأن هؤلاء المحتجون ويزيد عددهم عن 100 فرد من عائلات جنود مفقودين خطفهم داعش في يونيو، وكان من المقرر أن يتحدث أقارب للجنود المخطوفين أمام البرلمان للسؤال عن مصير ذويهم. لكن شهودا قالوا إن احتجاجاتهم اخذت طابع العنف أمام البرلمان وبعد ذلك اقتحموا المبنى. في هذه الأثناء، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين الكونجرس رسميا، بأنه وافق على توجيه ضربات جوية جديدة في العراق للمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية للبلدات المحاصرة شمال العراق. ويتعين على أوباما أن يخطر الكونجرس بهذا التفويض بموجب قرار الصلاحيات المتعلقة بالحرب. من ناحية أخرى، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع الاثنين على إرسال بعثة إلى العراق بشكل عاجل للتحقيق في الفظائع التي يرتكبها داعش. ويهدف المجلس إلى إرسال 11 محققا وأن تبلغ ميزانية مهمتهم إجمالا 1.18 مليون دولار ليقدموا تقريرا إلى المجلس بحلول مارس 2015. وقال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني، في جلسة طارئة للمجلس إن الدولة الإسلامية يمثل خطرا عالميا ويهدد استقلال العراق، مؤكدة أنه ظاهرة تتحدى الحدود. مشيرا إلى أن مسلحي التنظيم يحاولون تغيير تكوينه السكاني والثقافي. في ما حملت نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة فلافيا بانسيري، في افتتاح الجلسة، طرفي الصراع في العراق مسؤولية ارتكاب جرائم وانتهاكات حقوقية. موضحة أن الأقليات الدينية في العراق تتعرض لانتهاكات صارخة على يد التنظيم الإرهابي، وتم إعدام معتقلين وقصف مناطق مدنية من قبل قوات عراقية، في أعمال قد تصل إلى حد جرائم الحرب. وأعلنت الأممالمتحدة أن 1420 شخصا على الأقل قتلوا في العراق ، و1370 عراقيا آخرين أصيبوا واضطر 600 ألف شخص للفرار. واتهمت منظمة العفو الدولية في تقريرها «تطهير عرقي بمقاييس تاريخية» نشر أمس الثلاثاء الدولة الإسلامية المتطرف بشن «حملة تطهير عرقي ممنهجة» في شمال العراق وبتنفيذ إعدامات جماعية وجرائم حرب وعمليات خطف تستهدف بشكل ممنهج أبناء الأقليات في شمال العراق ولا سيما المسيحيون والتركمان الشيعة والإيزيديون. أفادت وسائل إعلام رسمية إن محكمة سعودية قضت يوم الاثنين بسجن 17 رجلا مددا تصل إلى 26 سنة بتهمة السعى للقتال في العراق وتمويل المتشددين. ووجّهت إليهم اتهامات منها انتهاج المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ويساور السعودية القلق من سرعة تقدم متشددي الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ومخاوف من تصاعد نزعات التشدد لدى بعض مواطنيها مما قد يفضي في نهاية المطاف الى شن هجمات داخل المملكة.