تعرضت الأقلية الإيزيدية فى العراق إلى عقاب جماعى وأعمال وحشية على أيدى مسلحى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، كما تعرضت الاقلية المسيحية من قبل لمصير مشابه، وقد كشف وزير حقوق الإنسان العراقى محمد شياع ان التنظيم قتل 500 على الأقل من الإيزيديين خلال هجوم شنوه على شمال البلاد، واوضح أن أعضاءه دفنوا بعض الضحايا أحياء ، بما فى ذلك عدد من النساء والأطفال، كما أسروا 300 امراة . ويذكر أن بلدة سنجار موطن الايزيدين منذ القدم، وسيطر عليها المتطرفون الذين يصفون الايزيديين يأنهم "عبدة الشيطان" . وهم على الأرجح أتباع ديانة قديمة انبثقت عن الزرادشتية فى أنحاء شمال العراق، وهم جزء من الأقلية الكردية ، وكان تنظيم "داعش" قد منح 300 أسرة إيزيدية حتى تعتنق الاسلام أو تواجه القتل، وذلك بعد ان الحق هزيمة بالأكراد بعد اجتياحه شمال العراق فى يونيو الماضى ، ليسيطر على عدة بلدات وحقول نفطية وسد الموصل اكبر سدود العراق ، مما يكسبه القدرة على اغراق مدن وقطع إمدادات المياه والكهرباء، وذلك قبل أن تستعيد مؤخرا قوات البشمركة الكردية مدعومة بإسناد أمريكى السيطرة على السد وتلحق ضربات موجعة بالتنظيم. والإيزيديون يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبل سنجار فى العراق، وتعيش مجموعات أصغر منهم فى سوريا وتركيا وغيران وجورجيا وارمينيا، وعرقيا ينتمون إلى أصل كردي، وهم ذو جذور هندو أوروبية، رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائى المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية، ويتكلم الإيزيديون اللغة الكردية ، وهى اللغة الأم ، ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، وصلواتهم وأدعيتهم وطقوسهم وكتبهم كلها باللغة الكردية. والصلاة لديهم عبارة عن أدعية ، مع التوجه إلى الشمس، والقبلة لدى الإيزيديين هى الشمس باعتبارها أعظم ماخلق الله، والتوحيد هو أحد الأسس الثابتة فى فلسفة الدين الإيزيدي، وقصة الخلق لديهم تشابه قصة الخلق فى الإسلام فى بعض النواحي، إلا أنهم يعتبرون أن إبليس او عزازيل كما يسميه الإيزيديون كان من أفضل الموحدين، حيث رفض السجود لآدم ، لأنه اعتبر السجود لغير الله ذلا. واختلف الباحثون حول أصل وتسمية الإيزيدية ، فهناك من يرجع اصلهم إلى الخليفة الأموى يزيد بن معاوية ، وهناك من يرى أن التسمية نسبة إلى مدينة يزد الإيرانية ، ويقدر أتباع الإيزيدية فى العالم اليوم بحوالى مليون شخص أو أكثر قليلا، يعيش نصفهم تقريبا ، يواجهون فى الآونة الأخيرة فظائع ترتكبها "داعش" باسم الإسلام ، وهو منها بريء، لأن آياته صريحة فى النص على حرية الإنسان فى اختيار دينه" من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر".