تشتهر مدينة الإسماعيلية بالعائلات المتخصصة فى إنجاب رياضيين لامعين على مستوى جميع الألعاب، هناك أسماء عديدة مثل: حفنى والبيك ودرويش، والذين سمّى فريق الكرة على اسمهم، لكن تأتى على رأس القائمة عائلة «أبو جريشة» التى أفرزت 17 نجما أبدعوا فى مجال كرة القدم، وسطَّروا لأنفسهم ولناديهم مجدا لا يُنسى. الكاتب محسن أبو جريشة ذكر فى كتابة الممتع «أبو جريشة.. أكبر وأغرب العائلات» أن المؤسِّس الأول لهذه العائلة اسمه صالح جاء من منطقة الصالحية إلى القناطر للعمل فى توريد المياه للعاملين فى حفر قناة السويس، لم يُنجب سوى ابن واحد يُدعَى إبراهيم، تولَّى العمل مع والده قبل أن يتجه إلى المدينة الجديدة التى أنشئت تحت مسمى الإسماعيلية، وأصبحت موطنا لعديد من الأجانب العاملين فى إدارة القناة. توسعت أعمال إبراهيم ورزق بتسعة أولاد التحقوا جميعا بالعمل لدى شركة الملاحة وتولوا فيها مناصب مختلفة. اشتُهر الجد بإقامة وليمة أسبوعية للأصدقاء والأحباب والفقراء كان الطبق الرئيسى فيها دائما هو «الجريشة» المصنوع من خليط بين القمح والسكر والسمن، فأطلقوا على صاحب الدعوة اسم أبو جريشة الذى التصق بعائلته حتى اليوم. خلال حقبة الثلاثينيات والأربعينيات كان فريق الإسماعيلى -النهضة سابقا- يضم بين صفوفه 6 أشقاء من نفس الأسرة هم: محمد، وأحمد، ويوسف، وإسماعيل (حارس المرمى الوحيد)، وعوض وعلى (الكبير)، لكن مع انطلاقة الدورى المصرى عام 48 كان بعضهم قد اعتزل، وحلّت مكانهم أسماء جديدة تنتسب إلى العائلة: عاطف وصلاح، وسيد الذى حمل شارة القيادة فى الخمسينيات، وكان أول لاعب إسماعيلاوى ينضم إلى منتخب مصر قبل أن يعتزل ويتولى منصب مدير الكرة بالنادى، ويفوز الفريق فى عهده بأول لقب للدورى العام موسم 66/67. كبرت العائلة وتعدد أبناؤها الذين ورثوا عن آبائهم جينات المهارة وخصائص الإبداع فى مجال كرة القدم. إسماعيل أنجب «على»، فاكهة الكرة المصرية فى حقبة السبعينيات، وأفضل مَن كان يحرز الأهداف برأسه، حتى إن الأهلى اضطر للاستعانة به من أجل خوض مباراته الودية المهمة أمام سانتوس البرازيلى بقيادة بيليه. المرحوم صلاح أبو جريشة أهدى لمصر ابنه المهاجم الموهوب محمد الذى اعتزل منذ أعوام قليلة بعد أن أحرز أكثر من مئة هدف فى المسابقات المحلية. الكابتن سيد هو والد عادل الذى كان أوَّل مَن يكسر قواعد العائلة، وينتقل من معقل الدراويش إلى الأهلى عام 74. أما الراحل يوسف -الذى كان الجميع يطلق عليه لقب العم- فقد اشْتُهر بإخلاصه الشديد للنادى لاعبا وكذلك إداريا لدرجة أنه كان يقف أحيانا أمام البوابات فى أثناء مباريات الفريق المهمة ولا يسمح لأحد بالدخول -حتى لو كان قريبه- إذا لم يكن يحمل تذكرة! من أبنائه: نبيل لاعب كرة اليد السابق، ومحسن لاعب الكرة المتميز الذى أنجب النجم الحالى محمد محسن أبو جريشة. سؤال إلى محافظ الإسماعيلية: ألا تستحق هذه العائلة أن يطلق اسمها على أحد شوارع المدينة؟