علم الوراثة والجينات يؤكد دائمًا أن الابن يرث من أبيه بعض الصفات الجسمانية والنفسية وربما أيضًا بعض الطباع.. ولكنه لا يؤكّد أبدًا حتمية وراثة الموهبة أو القدرة على الإبداع. فى عالم كرة القدم المحلية والعالمية نجد نماذج لبعض الأبناء الذين ورثوا موهبة آبائهم الكروية، بل وتفوّقوا عليهم أحيانًا.. والغريب أن فى كل هذه النماذج -أو فى معظمها- نرى الابن يشغل نفس المركز الذى شغله أبوه من قبله فى الملعب، بل ونلاحظ تطابقًا شديدًا فى الأسلوب وطريقة الأداء. فى مصر وتحديدًا فى نادى الزمالك، نجد حارس المرمى يحيى إمام ينجب الثعلب حمادة إمام نجم جيل الستينيات، الذى بدوره يورّث ابنه حازم إمام نفس الموهبة والمهارات، بل وأيضًا نفس المركز فى النادى وفى المنتخب، وسار على دربة المرحوم يكن حسين صخرة الدفاع، الذى منح ابنه هشام يكن، الجينات الكافية ليكون جديرًا بشغل نفس المكان من بعده، وأيضًا مهاجم الفريق فى جيل الثمانينيات محمد سعيد، أورث ابنه جمال حمزة عنقود المهارات التى جعلته يكمل مسيرة والده فى شغل نفس مركز قلب الهجوم، ونذكر أيضًا نجم إسكو السابق ياسر المحمدى، الذى استقر فى قطر بعد اعتزاله وحصل على جنسيتها، مما سمح لابنه حسين ياسر -الشبيه بوالده شكلًا ولعبًا- بأن يكون نجمًا لمنتخب قطر ولنادى الزمالك الذى لعب ضمن صفوفه، ولا ننسى كذلك محمود جابر مدافع الدراويش السابق، الذى فضّل أن يكمل ابنه الموهوب عمر جابر مسيرته الكروية فى نادى الزمالك بدلًا من الإسماعيلى. فى النادى الأهلى، نجد وحش إفريقيا وحارس المرمى الشهير إكرامى، يهدى إلى ناديه ومنتخب بلاده ابنه شريف إكرامى الذى ورث عن أبيه نفس الكفاءة الفنية، ولكن فى الكرة فقط لا فى التمثيل الذى مارسه إكرامى الكبير، ولم يطرقه شريف حتى الآن، نجد أيضًا المرحوم عادل عبد المنعم حارس مرمى المصرى ومنتخب الشباب السابق، الذى أنجب لنا أحمد عادل عبد المنعم حارس مرمى الأهلى الحالى، والذى يشبه كثيرًا والده فى البناء الجسمانى. وهناك بعض النماذج التى لم تحظَ بشهرة كبيرة كشهرة آبائها، مثل المدافع شريف مدكور ابن المرحوم حسين مدكور، وكذلك علِى علِى زيوار ابن المرحوم علِى زيوار. أما فى الإسماعيلى فعائلة أبو جريشة تسيطر تمامًا على الموقف، فهناك عوض وإسماعيل وسيد وصلاح وعلِى وعادل ومحمد ومحمد محسن، وغيرهم من نفس العائلة الموهوبة التى احتكرت مركز رأس الحربة فى النادى لأجيال متعاقبة.. ولكى أكون صادقًا فإننى (تهت من كترهم) ولا أعرف مين فيهم ابن مين باستثناء محمد صلاح ابن المرحوم صلاح أبو جريشة. هناك نماذج أخرى متفرقة، مثل القدير حسن شحاتة وابنه كريم حسن شحاتة الذى لعب للمقاولون العرب، وأيضًا محمود شاكر عبد الفتاح ابن نجم الترسانة السابق شاكر عبد الفتاح، وغيرهم. أشهر النماذج عالميًّا هو مدافع إيطاليا الشهير سيزار مالدينى الذى أنجب المدافع التاريخى باولو مالدينى، والهولندى الطائر يوهان كرويف وابنه جوردى كرويف الذى لم يرث أكثر من 20% من موهبة والده، إلا أنها كانت كافية ليلعب فى أندية كبيرة، أهمها برشلونة، وهناك أيضًا لاعب الأورجواى الأشهر دييجو فورلان، ابن بابلو فورلان الذى مثّل بلاده فى دورتين لكأس العالم، ولا ننسى حارس إسبانيا الدولى بيبى رينا ابن حارس إسبانيا الدولى أيضًا ميجيل رينا، وزميله تشابى الونسو نجم وسط ريال مدريد ابن ميجل انخل الونسو، الذى مثّل إسبانيا فى كأس العالم 82، وكذلك نجم وسط برشلونة الدولى سيرجى بوسكتس ابن كارلس بوسكتس حارس مرمى البارسا، فى التسعينيات. ونختتم القائمة الطويلة بجوهرة إفريفيا عبيدى بيليه وابنه نجم هجوم غانا الحالى أندرية آيو. صحيح.. اللى خلّف ما ماتش!!