فى مثل هذا اليوم، 20 أغسطس من العام 1882، استطاع الجيش البريطانى احتلال مدينتى بورسعيد والإسماعيلية، ليكون بداية الاحتلال الإنجليزى لمصر، والذى استمر لمدة 74 عامًا، انتهى فى أعقاب ثورة 23 يوليو، وتحديدًا يوم 18 يونيو عام 1956 بجلاء آخر جندى بريطانى عن أرض مصر، وهو اليوم المعروف بعيد الجلاء. كانت أولى محاولات بريطانيا لاحتلال مصر عام 1807، وذلك عندما أرسلت حملة فريزر، إلا أنها هُزمت أمام المقاومة الشعبية، وفى عام 1882 انتهزت بريطانيا فرصة أحداث الثورة العرابية لاحتلال مصر تحت ذريعة تأمين استثماراتها والديون المتراكمة من عصر الخديوي إسماعيل التى زعزعت حكم الخديوى توفيق. فى نفس العام 1882 أقيم مؤتمر أوروبي فى إسطنبول بتركيا، يهدف إلى إرسال جيوش إلى مصر فى إطار حملة عسكرية، بهدف الاستيلاء على قناة السويس وتأمين استثماراتهم، وقاطع السلطان العثمانى عبد الحميد الثانى المؤتمر، رافضًا إرسال الجيش العثمانى لمساندة الحملة على مصر، وحينما لم يتم التوصل لاتفاق، قررت المملكة المتحدة الدخول فى حرب ضد مصر منفردة. فى العام ذاته، كان الأسطول البريطانى قد قام بقصف مدينة الإسكندرية لمدة ثلاثة أيام متواصلة بين الفترة (11 يوليو - 13 يوليو)، وأدى ذلك إلى تدمير الجزء الأكبر من المدينة، أصدر الأزهر الشريف فى أعقاب ذلك القصف فتوى بتكفير الخديوى توفيق وخيانته لمصر وشعبها، ومساعدة العدو البريطانى لاحتلال مصر، وأعلن الزعيم أحمد عرابى التعبئة العامة، والتجنيد لمحاربة الجيش البريطانى، ودخل الجيش المصرى فى معارك القصاصين وكفر الدوار مع الجيش البريطانى. استطاعت القوات البريطانية احتلال مدينتى بورسعيد والإسماعيلية يوم 20 أغسطس، وفى يوم 13 سبتمبر عام 1882، وهى آخر المواجهات بين الجيش المصرى بقيادة الزعيم أحمد عرابى وبين الجيش البريطانى، هزم جيش الاحتلال قوات الجيش المصرى، وذلك بعدما ساعد الخديوى توفيق قوات الاحتلال. استمر احتلال بريطانيا لمصر مدة 74 عامًا انتهت أعقاب ثورة يوليو، فى يوم 18 يونيو عام 1956، باتفاقية الجلاء، وخروج آخر جندي بريطاني من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.