توالى العام الثالث بتتابعه الطبيعى فى دائرة كرة القدم، ونال ميسى الأرجنتينى جائزة أفضل لاعب فى العالم. وأصبح ميسى هو أول لاعب فى العالم ينال اللقب الذى يسعى له أكثر من 178 مليون لاعب مسجل فى قوائم الاتحاد الدولى لكرة القدم. وفرحة ميسى اكتملت عندما صعد منصة التتويج متحديا أحد نجوم ريال مدريد الغريم التقليدى والأزلى لفريقه برشلونة وهو البرتغالى كريستيانو رونالدو، ليثبت ميسى جدارته وينال اللقب بهدوء وجدارة. ولفت ميسى أنظار العالم كله حوله عندما صرح وقال: «مستعد أن أتنازل عن كرتين من أوسكار أفضل لاعب إلى زملائى الإسبانيين إنييستا وتشافى من أجل أن ينال منتخب الأرجنتين لقب كأس العالم!»، وتعجب الحضور من كلام ميسى الذى استأنف الحديث قائلا: «صعدت لمنصة التتويج للمرة الثالثة، وفى كل مرة يزاملنى نجم من البارسا، بالأمس كان إنييستا، واليوم تشافى، نعم إنهما يستحقان الجائزة، وجديا سأهديهما جائزتين، ولكن عليهما أن يلعبا بجوارى فى منتخب التانجو». ذهل الجميع من كلام ليو الذى كان غريبا، ولكنهم اعتبروه تقديرا معنويا جديا وهاما منه لزملائه الذين قدموا له تمريرات وكرات كثيرة ساعدته للوصول إلى ما هو عليه. وأثبت ميسى بالشكل القاطع بأن جماعية الأداء هى أكثر ما يميز كرة القدم وفرق الكرة العالمية الأكثر احترافية. فأفضل لاعب فى العالم بتصريحه هذا أثبت أن الأرجنتين تفتقر إلى جماعية الأداء والتفاهم، بل كرر كلمة أنهم فريق واحد، وافتقاده لهم فى الأرجنتين كناية منه عن أن البارسا والجميع يلعب من أجل غيره ومن أجل تقديم أداء جماعى لا فردى، وأداء البارسا الجماعى صعد من قِبل بإيتو وإنييستا وتشافى وفيا وميسى وهنرى وسايدو كايتا ودانى ألفيش لجوائز أفضل لاعبى العالم من أجل إثبات نظرية الفريق المتكامل. وأخذت كلام ميسى مفكرا فيه بعمق وبشدة باحثا عن مثال لأداء جماعى فى الدورى المصرى أو للاعب المصرى. وتحسرت كما هى الطبيعة عند المقارنة بأوروبا فى أغلب الأمثلة التى تقع وتطبق على مستوى العالم. فعدد المحترفين أصبح سرابا لأنه لم يعد هناك من يقف بجوار زميله أو يلعب من أجل أن يحسن من سمعة اللاعب المصرى التى أصبحت تتعنون تحت اسم اللاعب «المشكلجى» أو «المزاجنجى». وكذلك فى الدورى المصرى ذى الطابع الفردى فى أدائه، نجد لاعبا يأخذ الكرة من أول مرمى فريقه إلى مرمى الخصم مارا وواصلا حتى نهاية المطاف ولا يمرر حتى لا ينال زميله جائزة هداف الدورى. حسرة وخيبة وأمل، بل ودقائق وأيام من الحداد على جماعية كرة القدم فى مصر، وتحية كبيرة للذهبى ميسى على جماعيته.