فى مرافعة فريد الديب أمس عن مبارك فى قضية قتل المتظاهرين قلب الديب الترابيزة على المجلس العسكرى، والجيش بأكمله، وقال إن «القوات المسلحة هى التى كانت مسؤولة يوم 28 يناير عن الأمن بعد نزولها بموجب القانون»، ستقول لى إن هذا الدفاع لا يخلى مسؤولية مبارك القائد العام للقوات المسلحة، لأجيبك: إذا كان المشير طنطاوى فى شهادته ذات نفسها برَّأ مبارك، وقال إنه لم تصدر عن الرجل تعليمات، ولم يتلق أوامر بضرب المتظاهرين، والجيش بموجب القانون هو المسؤول، يبقى مين اللى أصدر الأوامر؟ لندخل فى جدل مفاده أن الجيش لم يقتل أحدا يومها، فيجيبك: ولكنه كان مسؤولا عن أمن البلد لتبدأ رحلة البحث عن القتلة، والقاتل عايز طلقة والطلقة عايزة بندقية والبندقية يا عند الجيش يا عند الشرطة التى برّأ وزير داخليتها الأسبق محمود وجدى مبارك هو الآخر، وعيش حياتك بقى يا معلم. نحن أمام محاولة بعثرة أوراق قد يحبه البعض بمنطق «اللهم أهلك الظالمين بالظالمين»، لكن الأكيد أن رسالة الديب وصلت إلى المجلس، وأعتقد أننا سنسمع قريبا عن قرار حظر نشر فى القضية التى يبدو أنها ستستمر، وتستمر، وتستمر. ملحوظة: فريد الديب هو المحامى الوحيد الذى يستطيع الدفاع عن الثورة وعن مبارك فى نفس الوقت وبنفس الحماس، لكننى لا أصدقه فى الحالتين، لأن الكسبان دائما هو فريد الديب نفسه.