مسلسلات عدة عانت من تراجع الإقبال الجماهيرى عليها خلال رمضان رغم تميّزها، إمَّا بسبب العرض الحصرى والتوقيت المتزامن مع مسلسلات لها أولوية لدى قطاع أكبر من المشاهدين، وإمَّا لأن طبيعتها تحتاج إلى مُشاهد لديه القدرة على التركيز مع الأحداث ومعايشة التفاصيل بعيدا عن الفواصل الإعلانية المطوَّلة، والرجل الذى نسى هل طلب الشابوه موكا ولا كافيه، بالتالى ليس غريبا أن تشرع قناة «الحياة» مثلا فى إعادة مسلسل «الإكسلانس» بعد أسبوع واحد من انتهاء العرض الأول، كذلك كان متوقعا أن تطلب قنوات أخرى عرض «سجن النسا» بعد النجاح الكبير الذى حققه، وهناك مسلسلات ستغيب عن الإعادة، لأن منتجيها يُفضِّلون عرضها بفواصل زمنية، مما يجعل منتظريها من المتفرجين يشتاقون أكثر لرؤيتها بدلا من التكرار المتزامن على معظم القنوات. بالتوازى مع كل ذلك تظلّ الإعادة مقياسا لا غنى عنه للتأكد من جدارة أى مسلسل بالجدل والإقبال الجماهيرى حوله خلال العرض الأول، فالمسلسل الناجح ليس فقط الذى يحقق أكبر كمّ من الدقائق الإعلانية فى دورة العرض الأولى، وإنما الذى يصمد لسنوات فى الجزء المخصّص للحنين داخل ذاكرة كل متفرِّج، والأمر بالمناسبة لا يتعلق بنوع المسلسل أو الفيلم، فحتى أعمال التشويق مثل «ملاكى إسكندرية» و«ولاد العم» هناك مَن يُقبِل على مُشاهدتها مجددا رغم أنه يعلم نهايتها، مسلسلات ومسرحيات لا حصر لها نشاهدها مرات عدة، ونتبادل على مواقع التواصل الاجتماعى إبلاغ بعضنا البعض بأنها تُعاد الآن على القناة الفلانية، بينما مسلسل نشاهده مرة واحدة بشغف شديد، ثم نجد أنفسنا لا نقوى على متابعته للمرة الثانية أبدا، مسلسل «ذات» خير مثال على النمط الأول، يكتسب متفرّجين جددا مع كل إعادة، وأتوقَّع أن يكرر «سجن النسا» رغم كل المآسى النجاح نفسه فى البقاء طويلا على قائمة المشاهدة. باختصار هذا المقياس يجب أن يضعه أصحاب الفضائيات وصنَّاع الدراما نصب أعينهم وهم يُخطّطون للموسم المقبل، ليس المهم الجدل عند العرض الأول، المهم أن يتكرر العرض مرات ومرات حتى يمكن وصف المسلسل حينئذٍ بأنه ناجح، إذن.. السؤال عزيزى القارئ المشاهد: ما المسلسل الذى تابعته فى رمضان الماضى وعلى استعداد لتكرار مُشاهدته مرة تلو مرة؟