توفى صباح اليوم، الفنان القدير سعيد صالح، عن عمرًا يناهز 76 عامًا، بعد معاناة مع المرض. سعيد صالح كان سعيد صالح نُقل، منذ أيام، إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة بعد تدهور حالته الصحية، حيث أصابه الملل من المكوث فى المستشفى وطلب استكمال علاجه بالمنزل، على أن يقوم بالذهاب للمستشفى دوريًا، بعد أن تعرض لآلام حادة فى القلب بسبب ضيق فى ثلاثة شرايين. ولد الفنان سعيد صالح فى31 يوليو 1938، أحد أبناء محافظة المنوفية، له رصيد فنى يصل إلى أكثر من (500) فيلم، وأكثر من (300) مسرحية، ومن أقواله المشهورة "السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبى منهم الثلث". حصل على ليسانس الآداب عام 1960 عمل فى المسرح، واكتشفه حسن يوسف الذى قدّمه إلى مسرح التليفزيون، كما أنه شارك عادل إمام فى الكثير من أعماله السينمائية. وبرغم شهرته بحبه الكبير لنادى الأتحاد السكندرى، إلا أن جماهير النادى الأهلى أخذو عنه كلمته الشهيرة" اللى خايف يروح" للتتزين بها المدرجات فى مباريات الشياطين الحمر. اشتهر بخروجه عن النص فى الكثير من مسرحياته، فهو كوميديان من طراز رفيع المستوى، لأنه بسيط فى تعبيراته، تسيطر مسرحياتع على المناسبات والأعياد. كان صالح من الفنانين القلائل الذين ناقشوا السياسة من خلال المسرح، واستخدم الفن فى انتقاد الحكام ويذكر له التاريخ أنه فى عام 1983 وقف على الخشبة قائلاً: "أمى إتجوزت 3 مرات.. الأول وكلنا المش، والتانى علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش"، قاصداً بذلك رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر، فحكم عليه بالسجن ستة أشهر. تمتلئ خزانة سعيد صالح بذخيرة كبيرة جدًا من المسرحيات يكفى أن نتذكر منها "مدرسة المشاغبين"، التى انتجت فى 24 أكتوبر 1973 أى بعد الانتصار العظيم بأيام، حيث جدس شخصية مرسى الزناتى بلاشتراك مع عادل إمام، وسهير البابلى، وعبدالله فرغلى، ويونس شلبى، وأحمد زكى، وحسن مصطفى، وهادى الجيار، تللك المسرحية المليئة بالمواقف الكوميدية الساخرة، والتى كانت سبياً فى شهرتها وأيضَا فى صعود نجمه إلى أعالى المسرح والسينما المصرية لاحقا. نجحت المسرحية نجاحًا كبيرا، شجعت أبطالها على إعادة الكرة بمسرحية أخرى لاقت نجاجًا كبيرًا وهى "العيال كبرت"، التى جسد بها دور سلطان، ولا يخلو بيت من هذه المسرحية، التى مثلت علامة فارقة فى تاريخ المسرح العربى، خاصة وانها تطرقت لمشكلة معاملة الآباء والأبناء والفوارق بين الأجيال المختلفة، بين الرجل المتصابى والابن الطائش، ولكن هذه المرة بدون عادل إمام وسهير البابلى الذين انطلقا إلى تكوين فرقهما الخاصة، وتمثيل مسرحيات وأفلام كانت البطولة المطلقة فيها لهما. نعم توفى سعيد صالح وخسرت مصر أحد أعمدة الفن المعاصر، ولكن تبقى أعماله مخلدة لذكراه، وقِبلةً للفنانين والدارسين للكوميديا المصرية.