أعلنت إسرائيل اليوم الأحد، عن توسيع هجومها البري في قطاع غزة، واستمر النشطاء الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ باتجاهها في ظل غياب بوادر انفراجة دبلوماسية لإنهاء أسوأ قتال منذ عامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال مسؤولون محليون بقطاع الصحة وشهود، إن 20 فلسطينيا على الأقل قتلوا في قصف اسرائيلي لحي الشجاعية بغزة يوم الأحد، بينما فر الاف السكان للنجاة من القصف. وامتلأ مستشفى الشفاء في غزة بعشرات المصابين جراء الهجوم على الحي الواقع في شرق غزة. وقال سكان في غزة إن القصف البري والبحري الإسرائيلي هو الأعنف منذ بدء العملية في القطاع قبل 13 يوما. وهزت الانفجارات القطاع الساحلي أثناء الليل وأضاءت قذائف البحرية الإسرائيلية السماء. وأصابت قذائف دبابات إسرائيلية منازل في منطقة الشجاعية بشمال شرق غزة حيث اتصل سكان بمحطات إذاعة محلية للمطالبة باجلائهم. وقال مسؤولو مستشفى إن غارة جوية إسرائيلية على منزل خليل الحية القيادي الكبير في حماس أسفرت عن مقتل ابنه وزوجة ابنه وطفلين. وذكر مسؤولو صحة أن قذائف قتلت أربعة فلسطينين قرب مدينة رفح في جنوب القطاع. وبدأت إسرائيل هجوما بريا على غزة الذي تسيطر عليه حماس يوم الخميس بعد أن أخفق قصف جوي وبحري عنيف على مدى عشرة أيام في وقف إطلاق الصواريخ من غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأحد أنه أرسل قوات إضافية إلى القطاع. وتوعدت إسرائيل بتدمير شبكة الأنفاق في غزة والقضاء على مخزونات الصواريخ لدى النشطاء الفلسطينيين. وقال مسؤولون بغزة قبل هجوم اليوم على حي الشجاعية إن 345 فلسطينيا على الأقل بينهم الكثير من المدنيين قتلوا في الصراع الدائرة منذ 13 يوما. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل خمسة جنود ومدنيان. ولم تفلح الجهود الدبلوماسية لوقف لإطلاق النار في تحقيق تقدم وشاركت فيها مصر وقطر وفرنسا والأمم المتحدة وآخرين. وقال مصدر قطري كبير لرويترز إن قطر ستستضيف اجتماعا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الأحد. وذكر بيان للأمم المتحدة أن بان سيتوجه إلى الكويت ومصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن هذا الأسبوع. وقال المصدر القطري إن عباس سيتلقي أيضا مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس. وعقد عباس اتفاق مصالحة في ابريل نيسان مع حماس مما أدى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية بعد سبع سنوات من سيطرة الحركة على قطاع غزة وكانت حماس قد رفضت الجهود المصرية لوقف القتال قائلة إن أي اتفاق لابد أن يتضمن إنهاء لحصار القطاع والالتزام من جديد بهدنة تم التوصل إليها في حرب استمرت ثمانية أيام هناك في 2012. وقالت مصر أمس السبت إنها لا تعتزم تعديل اقتراحها لوقف إطلاق النار. وعلى الجانب الآخر قال مصدر بحماس في الدوحة إن حماس لا تعتزم تغيير شروطها لوقف إطلاق النار. وتشعر إسرائيل بقلق من وساطة قطر التي تستضيف عددا كبيرا من الإسلاميين المنفيين من شتى أنحاء الشرق الأوسط وقال مسؤولون إسرائيليون إن مصر يجب أن تكون طرفا في أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال أمس وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي توجه إلى إسرائيل بعد اجتماعات في مصر والأردن إن محاولات ابرام اتفاق هدنة في غزة باءت بالفشل. وأردف قائلا بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب "على النقيض يلوح خطر سقوط مزيد من الضحايا المدنيين وهو ما يثير قلقنا." وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتاننت كولونيل بيتر ليرنر إن الجرافات والمهندسين الإسرائيليين مشطوا منطقة عرضها 1.5 كيلومتر على الحدود الشرقيةلغزة وعثروا على 13 نفقا أحدها على عمق 30 مترا. وأضاف أنه تم العثور أيضا على 95 منصة لإطلاق الصواريخ وتدميرها العملية. ولا تزال عمليات البحث مستمرة في إطار ما وصفه بأنه مهمة مفتوحة "أعاقت قدرة حماس إلى حد كبير." وتقول إسرائيل إن أكثر من 1700 صاروخ أطلقت من غزة أثناء القتال هذا الشهر وإن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف صاروخ دمرت في العمليات العسكرية أي قرابة نصف تقديرات ترسانة النشطاء الفلسطينيين من الصواريخ. وتقول حماس إنها تسد باستمرار النقص في مخزونها من الأسلحة وإنها على استعداد لصراع طويل.