«التحرير» تكشف «فيديوهات التعذيب».. والنيابة تفاجئ قسم عين شمس ليلاً

بعد ساعات من فتح «التحرير» ملف عودة التعذيب بأقسام الشرطة، مستشهدة بفيديوهات تم تسريبها توثق الانتهاكات، خاصة بقسم عين شمس، تحركت النيابة العامة للتحقيق فى الواقعة، وقام فريق منها برئاسة عادل خليفة مدير النيابة بزيارة مفاجئة للقسم فى ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس الأربعاء، استمع فيها إلى أقوال بعض المحتجزين وقام بمعاينة الحجز بالقسم ومكان الواقعة لمدة طويلة.
كان ضباط قسم عين شمس قد فوجئوا بقدوم فريق من النيابة العامة إلى ديوان القسم دون إخطار مسبق، وطالبهم فور وصولهم بمعاينة غرفة الحجز والاستماع إلى عدد من السجناء وشهاداتهم حول بعض مقاطع الفيديو المسربة، والتى كانت قد انفردت «التحرير» بنشرها، تظهر ترك أحد الأشخاص بعد تعذيبه بشكل وحشى يحتضر، ويعلوها استغاثات زملائه المحتجزين لإنقاذه دون جدوى. وقامت النيابة بمعاينة الحجز بالقسم وأماكن الاحتجاز، وتلاحظ وجود عدد كبير من المسجونين «محشورين» بكل غرفة، وعقب انتهاء النيابة من الاستماع إلى الشهود حول حقيقة ما حدث طلبت الاستماع إلى أقوال مأمور القسم والعقيد عمرو جمال رئيس مباحث القسم حول ما جاء بأقوال المحتجزين ومواجهتهم بمقاطع الفيديو التى انتشرت مؤخرًا على شبكات التواصل الإلكترونى، قبل مغادرة فريق النيابة القسم فى نحو الساعة الرابعة فجرًا.
وتعود الواقعة إلى وفاة سجين يدعى سامح إبراهيم أبو الفتوح، 33 سنة، محبوس احتياطيا على ذمة قضية مخدرات، أوائل الشهر الماضى، وكشفت التقارير الطبية تعرضه إلى التعذيب وتقدم أهله ببلاغ إلى النيابة العامة يتهمون فيه ضباط القسم بتعذيبه، وتولت النيابة التحقيق فى الواقعة وتبين من معاينة الجثمان صحة تعرضه إلى التعذيب، ثم ظهور فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعى، ادعى مسربوه أنه خاص بواقعة تعذيب وقتل المتهم سامح فى طرقات حجز قسم عين شمس، ويظهر فيه المجنى عليه وهو يتلوى من الألم وتغطى الدماء وجهه ويلفظ أنفاسه الأخيرة وسط استغاثات زملائه السجناء، بينما يواصل أمناء وجنود القسم السخرية والضحك حتى بعد وفاة الشاب.
يشار إلى أن جريدة «التحرير» قد نشرت عددًا من وقائع التعذيب التى وقعت بأقسام الشرطة الفترة الماضية، وأثار التقرير استياء وغضب عدد من المنظمات الحقوقية والقانونية، والتى طالبت عبر صفحات الجريدة النيابة العامة بالتصدى لتجاوزات بعض ضباط الداخلية وسرعة التحقيق فى ما ورد من معلومات ونشر نتائج التحقيق بوسائل الإعلام، بينما نفت الداخلية علمها بوجود وقائع تعذيب، وأوضح اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة، أن ما يتم نشره على أنه وقائع تعذيب فى أقسام الشرطة، أصبح رهن التحقيق بين يدى النيابة.