الصحيفة الأمريكية: السيسي يعتبر الحركة الفلسطينية امتدادا للإخوان.. ويتصرف مع أزمة غزة بتوازن في جبهة غزة الجنوبية، مصر تقدم المعونة لا النفوذ السياسي".. تحت هذا العنوان تحدثت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية حول الدور المصري في الصراع المحتدم حاليا بين إسرائيل وحركة حماس. الصحيفة قالت إن مصر توسطت بنجاح في وقف إطلاق النار عام 2012 بين إسرائيل وحماس، لكن حكامها الجدد ربما يكونوا أقل اهتماما هذه المرة بمساعدة حماس. وأوضحت أن دور مصر السياسي في غزة أصبح الآن محددا أكثر ومقيدا بمساعدة شعب غزة. متابعة أنه مع تصاعد الأزمة في غزة، تجنبت مصر دور الوساطة. كما أن استجابتها الإنسانية كانت فاترة أيضا: تم فتح معبر رفح لعدد معين من سيارات الإسعاف، حتى لهؤلاء الذين يحملون جوازات سفر مصرية، وتم إغلاقه مرارا لأسباب أمنية. الصحيفة قالت إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر من مخاطر مزيد من التصعيد في غزة، وانتقد تعنت وعناد كلا الطرفين – إسرائيل وحماس، لكنه لم يتدخل كوسيط. موضحة أن استجابة السيسي الحذرة للأزمة في غزة تسلط الضوء على تصرف حكومته المتوازن بين رغبتها في رؤية إسرائيل تضعف حماس دون المخاطرة بأمن حدودها، وبين مستوى الغضب في الشارع المصري حول سياسة ينظر إليها أنها مؤيدة لإسرائيل. وأشارت إلى أن السيسي يعتبر حماس امتداد للإخوان المسمين وتم تصنيفهما جماعتين إرهابية في مصر، وأن مصر تخشى أيضا أن يزعزع الصراع في غزة الاستقرار في منطقة الحدود. كما لفتت كريستيان ساينس مونيتور أن حملة مصر لمكافحة التمرد الإسلامي في سيناء أدى إلى إغلاق منطقة الحدود لساعات في المرة الواحدة. ونقلت عن أطباء مصريين ينتظرون في حالة تأهب في أقرب مستشفى للحدود، قولهم إن وزارة الصحة في غزة أرسلت حالات أقل من المتوقع. مشيرة إلى أنه على الصعيد الآخر، كان وضع المستشفيات في غزة رهيبا حيث تم تدمير 5 منشآت صحية جراء القصف، وتعاني أخرى من نقص شديد في الإمدادات الطبية، وفقا للأمم المتحدة. كريستيان ساينس مونيتور نقلت عن دانيال كيرتزر، سفير أمريكي سابق لدى إسرائيل ومصر، قوله إن حكومة السيسي مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار، لكنها ليست مهتمة جدا بالقيام بذلك علانية قبل أن يتقبل كلا الطرفين التوصل إلى حل. مضيفا أن مفاوضات وقف إطلاق النار ستكون هذه المرة أكثر صعوبة من 2012 حيث أصبحت مواقف حماس وإسرائيل أكثر صعوبة. وأوضح السفير السابق التغيير الأكبر ربما يكون من الجانب المصري، لأن السيسي على ما يبدو أقل ثقة في حماس مقارنة بالرئيس المخلوع حسني مبارك الذي بالرغم من قمعه للحركات السياسية الإسلامية الداخلية تمكن من لعب دور الوسيط مع حماس. أخيرا قالت الصحيفة الأمريكية إن العلاقة المصرية مع إسرائيل أصبحت معقدة أيضا، ففي الوقت الذي تشهد فيه العلاقة تعاونا أمنيا وزيادة العمليات العسكرية في سيناء، إلا أن المصريين لا زالوا معادين لإسرائيل.