تخيل أن الخبر وصل هكذا إلى نجم المنتخب الأرجنتينى ليونيل ميسى، المصريون من فرط حبهم فيك صنعوا مسلسلا يحمل اسمك، لكن بطل المسلسل قرد متكلم، بالتأكيد سيسأل اللاعب رقم 10 نفسه، كيف يضع المصريون اسمى على شخصية قرد؟، وسيكون ميسى بحاجة إلى الإقامة فى مصر بعض الوقت كى يفهم أن هناك من لا يزال يظن أن وجود اسم نجم كرة شهير على التترات، وقرد يتكلم فى الحلقات، وصوت أحمد حلمى يخرج منه فى كل اللقطات، هناك من يظن أن هذه التوليفة تصنع النجاح، لكن العكس هو الذى حدث، محبو النجم الأرجنتينى اكتفوا بمتابعة الأصل فى مباريات المونديال، وميسى رد بالوصول إلى النهائى وهز الشباك مباراة تلو الأخرى. أما ميسى المصرى أو القرد مسعد فكان كمن بدأ المباراة وقد وقع مبكرا فى مصيدة التسلل، فكرة المسلسل ليست بالسيئة، فقد كان من بين عشرة مسلسلات رشحتها لدخول السباق بقوة فى بداية رمضان، لكن التنفيذ هو المشكلة، الإيقاع البطىء وغياب التشويق الذى يجب أن يلازم هذا النوع من الدراما، والأهم أن تصدق أن أحمد حلمى هو الذى يتكلم وأنه يشعر بما يقول. لو أردت فهم الفارق هنا قارن بين أداء حلمى فى فيلم «إكس لارج»، وفى «العملية ميسى»، صدقنا الأول وانفصلنا عن الثانى، وراح مجهود الممثل محمد أبو السعود الذى دخل فى جسد القرد هباءً، بينما انقسم أداء الممثلين ما بين المبالغة، ويجسدها نبيل عيسى فى شخصية الضابط، أو محاولة الاجتهاد بعيدًا عن مشاهد القرد، ونجح فى ذلك عزت أبو عوف وبشرى وتميم عبده وصلاح عبد الله، لكن اجتهاد الجميع ومعهم طاقم العمل لم ينجح فى دفع المسلسل إلى الإمام حتى مع الأطفال الذين كانوا بحاجة إلى التصديق أن أمامهم قردا حقيقيا، وظلوا يبحثون عن صورة أحمد حلمى الذى يحفظون صوته جيدا، لكنهم لم يجدوه فعليا فى العملية التى لم يعد أحد ينتظر على ماذا ستنتهى. بعد التتر ربما يكون الممثل الشاب عمر السعيد هو الوحيد الذى هرب من مصيدة التسلل عبر شخصية عاصم صاحبة الكم الأكبر من الإفيهات التى تدفع المشاهد إلى الضحك، رغم الارتباك الذى يسببه صوت وصورة ميسى المصرى.