بعد غياب لأسبوعين عن المحاضرة الأسبوعية عاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم الأربعاء، لإلقاء محاضرته الأسبوعية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وأوضح البابا أن يوم السبت، ستحتفل الكنيسة بعيد "الرسل"، وهو "ذكرى استشهاد الرسولين بطرس وبولس"، وأشار إلى أن غدا ستحتفل الكنيسة بعيد القديس كيرلس عمود الدين البطريرك رقم 24 في تاريخ الكنيسة. وخصص موضوع العظة لشرح آية من المزمور رقم 19 من مزامير داوود تقول "ناموس الرب يرد النفس، وشهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما"، لافتا إلى أن تفسيرها يتضح في قصة حياة القديسين السابقين. وقال البابا "كلنا نعرف إن القديس بولس الرسول هو أخر التلاميذ الذين اختارهم الرب بعد صعوده، وبطرس الرسول من أوائل التلاميذ الأثنى عشر الذين اختارهم السيد المسيح". وأوضح أن كلمة "يرد النفس"، تعني أن أي إنسان يمكن أن يتوب بالجسد، قد يتوه شخص في شارع بجسده وأخر عقله يتوه أي مثل أشخاص يسقطون في خطايا الإدمان حيث يحدث توهان للعقل وهكذا كان القديسان بطرس وبولس، فعمل الله على رد نفوسهم من التيه. وتساءل كيف رد الله نفوسهم من هذا التوهان؟ مضيفا بطرس الرسول، الله وضع خطه له، أولها رد له ضميره، وقلبه ونفسه وخدمته، فبطرس تلميذ عاش مع السيد المسيح وشهد معجزات كثيرة وحضر معه مواقف متميزة جدا من أشهرها موقف التجلى، وأضاف كما أن بطرس باع السيد المسيح في لحظة عندما اتهمته الجارية بمعرفة المسيح، فكان ضميره تائه، ولكنه عندما أنكر المسيح نظر إليه فبكى وهذه علامة أن ضميره الذي غاب لفترة قليلة من الزمن قد رجع، وعمل الله على رجوع قلبه إليه، ليكون صيادا للنفوس ويعود كارزا قويا شاهدا للمسيح. وأوضح لذا بعض المواقف التي تقابلها في حياتك مع بعض الأشخاص يرتبها الله، فهو صاحب التدبير، ويهيئ طريقنا، لذلك المواقف التي تحدث في حياة الإنسان يجب عليه الإلتفات لها جيدا لكي تنظر لحياتك نظرة جديدة. وأشار البابا، وبالنسبة للقديس بولس الرسول، فالله صنع معه نفس الترتيب، فقد قضى نصف حياته فريسى يضطهد كنيسة الله بإفراط، فلم يكتفى باضطهاد المسيحيين في أورشليم بل ذهب إليهم في دمشق، فعمل الله على رد ضميره ثم قلبه ثم خدمته، فكان بولس الرسول متعلما على أيدى أكبر معلمى اليهود ومتقدما في الدراسة ومتعصبا ليهوديته.