قام الرئيس الأوكراني بزيارة مفاجئة لمدينة سلافيانسك بشرق أوكرانيا، وهي المدينة التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية مؤخرا، ضمن عدة مدن وبلدات أخرى وعلى رأسها كراماتورسك. وشهدت المدينتان اشتباكات شديدة الوطأة بين القوات الأوكرانية ووحدات الدفاع الشعبي، غادرت الأخيرة على أثرها المدينتين وتوجهات مع عتادتها وأسلحتها إلى محيط دونيتسك ولوجانسك. الرئيس الأوكراني قلد العسكريين الذين شاركوا في السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك الميداليات والأوسمة، وأعلن مجدد عن مواصلة العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا إلى أن تستسلم وحدات الدفاع الشعبي وتسلم أسلحتها. وقال بوروشينكو إن لن يجري مفاوضات إلا مع الممثلين الحقيقيين لمنطقة دونباس التي تضم مدن وأقاليم شرق أوكرانيا. وشدد على أن كييف ستعمل على إعادة بناء المدن التي تضررت من جراء العمليات العسكرية للقوات الأوكرانية، وستقوم كييف بدفع الرواتب المتأخرة والمعاشات لسكان المدن التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية في شرق البلاد. هذا وصرح قائد وحدات الدفاع الشعبي في منطقة دونباس إيجور ستريلكون بأنه لا يستبعد فرض الأحكام العرفية في جمهورية دونيتسك الشعبية، المعلنة من طرف واحد، وخاصة في المناطق القريبة من أماكن تمركز القوات الأوكرانية. وتبقى المخاوف من مغامرة القوات الأوكرانية باقتحام دونيتسك ولوجانسك، ما قد يوقع خسائر هائلة في الأرواح والمعدات. إذ يسكن مدينة دونيتسك وحدها حوالي مليون نسمة. كما تبقى الأوضاع هشة على الحدود بين أوكرانياوروسيا بنتيجة سقوط القذائف على الجانب الروسي. في سياق متصل، طلبت روسيا عقد اجتماع طارئ لمجلس منظمة الأمن والتعاون وقدمت مشروع قرار يقضي بوقف أعمال العنف واستئناف الهدنة واتخاذ التدابير للتخفيف من حدة الوضع الإنساني شرق أوكرانيا. وقال ممثل روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون اندريه كيلين إن موسكو قلقة خاصة إزاء مخططات قيادة كييف لحصار دونيتسك ولوجانسك، ما سيؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني. وينص المشروع الروسي على إنشاء ممرات إنسانية لإجلاء السكان من المدن ونقل المساعدات والأغذية والوقود إلى مناطق النزاع. وفي ما يتعلق بتطورات الأوضاع الميدانية، تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية التي تتصدى لزحف قوات نظام الحكم في العاصمة الأوكرانية كييف على منطقة الدونباس، من الاستيلاء على طائرة "سوخوي 25" من القوات الجوية الأوكرانية. وأعلن وزير دفاع جمهورية لوجانسك الشعبية، المعلنة من طرف واحد، أن سكان الجمهورية يرفضون البقاء تحت سلطة العاصمة الأوكرانية كييف التي يسيطر عليها متطرفون استولوا على السلطة عن طريق انقلاب أيدته الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون، معلنين أن غايتهم ربط أوكرانيا بركاب الغرب. إلى ذلك بدأت القوات البحرية الروسية في البحر الأسود مشروعها التدريبي الذي يقابل مناورة "نسيم 2014" لقوات حلف شمال الأطلسي. وتوجهت وحدات بحرية روسية من قاعدة نوفوروسيسك للأسطول الروسي العامل في البحر الأسود إلى البحر للمشاركة في مناورة ينفذها أسطول البحر الأسود بقيادة قائده الأميرال الكسندر فيتكو. وقال العقيد فياتشيسلاف تروخاتشوف، مدير جهاز الإعلام التابع لأسطول البحر الأسود، إن المرحلة الابتدائية من المناورة تضمنت إجراء تمارين عملية حول حماية الأسطول من غواصات العدو الافتراضي بالتنسيق مع طائرات الأسطول. أما المرحلة القادمة فتشمل إجراء تمارين عملية تهدف إلى تعزيز قدرات ومهارات البحارة للدفاع عن مرافق الأسطول وأماكن وجوده الساحلية بالتعاون مع المدفعية الساحلية. وبدأ الأسطول الروسي مشروعه التدريبي في البحر الأسود في وقت يُجري فيه حلف الناتو مناورات عسكرية بحرية تحت اسم "بريز (نسيم) 2014" في غرب البحر الأسود بمشاركة 15 سفينة حربية من أساطيل 7 دول أعضاء الحلف، هي بلغاريا وبريطانيا واليونان وإيطاليا ورومانيا وتركيا والولاياتالمتحدة. وكشف منظمو مناورة "بريز 2014" عن نيتهم بتكثيف حشود الحلف العسكرية في المنطقة تعبيرا عن تأييده للقيادة العسكرية في أوكرانيا التي تواصل حملتها العسكرية في جنوب شرق البلاد، وتعبيرا عن استنكاره لانضمام منطقة القرم حيث القاعدة الرئيسية للأسطول الروسي في البحر الأسود، إلى روسيا.