بشير الديك: الكُتاب الشباب أقدر على نقل الواقع المصرى إلى الشاشة وهم الأكثر فهمًا للأحداث من اللافت فى الأعمال الدرامية المعروضة فى رمضان اختفاء كبار المؤلفين فى ظل سيطرة الشباب على قصص المسلسلات، وهو ما يثير تساؤلات بشأن غيابهم، هل غيابهم راجع لتفضيل المشاهد للموضوعات التى يطرحها الكتّاب الشباب؟ أم بسبب تغيرات السوق، وتعاون المنتجين مع الشباب نظرًا إلى انخفاض أجورهم؟ أم لأسباب أخرى متعلقة بعدم وجود أفكار تشغلهم، ليكتبوا عنها؟ السيناريست بشير الديك أدلى برأيه فى هذه الأسئلة، قائلًا إنه كتب مجموعة من الأعمال السياسية، وكان من المفترض العمل عليها، لكنها توقفت لأسباب وظروف اجتماعية، منها تلك التى كتبها بخصوص فساد أمن الدولة فى النظام السابق، والمسلسل الوحيد الجارى العمل عليه هو «الرقصة الأخيرة»، عن قصة حياة فريد شوقى. بشير أوضح أن المؤلفين الشباب لم يسحبوا البساط من الكبار، وأن سيادتهم تراجعن لأن أغلب مشاهدى الأعمال الفنية حاليا من الشباب، كما أنهم يحظون بمكانة كبيرة فى المجتمع، وتمنى أن تكون أعمال الشباب المعروضة فى رمضان على مستوى جيد، لا سيما أنهم أكثر فهمًا للأحداث. وتابع: جيلى صعد حينما كان صلاح أبو سيف فى عز نشاطه، ويوسف شاهين باعتباره ظاهرة، ومع ذلك ظهرنا، وقدمنا أعمالًا حققت نسب مشاهدة مرتفعة، ومن الطبيعى أن يسلم كل جيل الراية للجيل التالى شئنا أم أبينا. السيناريست الكبير أوضح أن ذوق المشاهد المصرى تغير بعد الأحداث الأخيرة التى شهدها المجتمع كالتفجيرات، وأحداث العنف، وهنا تكون المهمة الأساسية للسينما والتليفزيون هى عكس هذا الواقع على الشاشة، مؤكدًا أن الشباب هم الأكثر قدرة على كتابة هذه القصص بطريقة تدفع المشاهد للتفاعل معها، ويكون دور الكبار هو متابعتهم والحكم إذا استطاعوا تقديم أعمال على درجة عالية من الإتقان والحرفية. وعلى جانب آخر، قال المؤلف مجدى صابر إنه اختار الخروج من زحام شهر رمضان، وفكرة المنافسة مع الشباب والكبار، بعرض عمل من تأليفه خارج السباق، فى موسم مستقل غير محدد موعده، وعليه عرض الجزء الأول من مسلسله (سلسال الدم) على قناة «إم بى سى مصر» وبعدما حقق العمل نسبة مشاهدة مرتفعة تأكد أن رمضان يظلم الأعمال، بغض النظر عن مؤلفيها. صابر أشار إلى أن المؤلفين الكبار والشباب ليسوا فى منافسة، موضحًا: هم شباب اليوم مثلما كنّا شبابًا بالأمس، ولدينا أحلام وطموحات وأفكار غزيرة نرغب فى تنفيذها، وتحويلها إلى أعمال درامية كبيرة، ففى بداية مشوارى كان الراحلان أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر هما نجمى الدراما، ومعهم يسرى الجندى، ووحيد حامد، وطبيعة الحياة أن يحاول الشباب إثبات وجوده، وبالتالى فغياب الكبار هو أمر غير مرتب، ولا مبرر. صابر أكد اختلاف الموضوعات التى يقدمها الشباب عن الكبار، من ناحية نضج الفكرة، والبطولة الجماعية التى يعتمدها الكبار فى مؤلفاتهم، مثل مسلسله (سلسال الدم)، ومسلسل (بدون ذكر أسماء) الذى كتبه وحيد حامد. وعن أوجه الاختلاف بين أعمال الكتاب الكبار والشباب، قال مجدى صابر إن الكتاب الكبار يفضلون البطولة الجماعية عن النجم الأوحد، لاعتبارهم أن العمل الفنى جماعى، ولا بد من مشاركة جميع العناصر فيه، بعكس الشباب الذين يفضلون الكتابة خصيصًا لنجم معين فيتصدر العمل وحده. وبدوره، قال الناقد محمود قاسم: «لا تفسير لهذه الظاهرة إلا أن المنتج يفضل إسناد كتابة قصة العمل لمؤلف شاب، لأنه يتميز بالتدفق الفكرى، وسيتقاضى مبلغًا أقل من المؤلف أو السيناريست الكبير، وبإمكانه الضغط عليه لكتابة الحلقات بأقصى سرعة، للحاق بالعرض الرمضانى أو بالموعد الذى يرغب بالعرض خلاله. قاسم استطرد قائلًا: المنتجون يتعاملون معها باعتبارها مهنة مُربحة، وطالما هناك جيل جديد موهوب يرضى بالمقابل المقدم فلماذا لا يتعاونون معهم، رغم أن بعض هؤلاء الشباب تنقصهم الخبرة، لأنه يتعامل بشكل سريع، ويأخذ أفكار أعماله من الأحداث الجارية.