في سباق دراما رمضان هذا العام، هناك نجوم في التمثيل والإخراج والتأليف يغيبون عن الشاشة ويجلسون على مقعد الجماهير ربما يكون للمرة الأولى منذ سنوات.. وابتعادهم عن التواجد والمنافسة هذا الموسم كان لأسباب قهرية سواء في الإنتاج أو لظروف المرض أو حتي لظروف السوق والتسويق.. حاولنا رصد رد فعل هؤلاء الغائبين عن دراما رمضان هذا العام وأسباب ذلك. النجم الكبير نور الشريف الذي كان يستعد لبطولة أكثر من مسلسل، آخرها للتنفيذ مسلسل «أولاد منصور التهامى» للمؤلف مصطفي محرم والمنتج محمد فوزى ومسلسل «حتي تثبت إدانته» للمخرجة رباب حسين، وكان لديه مشروع ثالث وهو الجزء الثانى من مسلسل «خلف الله» الذي حقق نجاحاً جيداً رمضان الماضى للمخرج حسني صالح.. اعتذر عن جميع هذه الأعمال لظروف خارجة على إرادته بسبب حالته الصحية وانشغاله المستمر بعمل الفحوصات الشاملة في باريس، وكان قبلها مشغولاً بحالة ابنته الصحية «سارة». «نور» كان قد صرح بأنه يستعد لبطولة مسلسل «أولاد منصور» لكنه اعتذر لجمهوره بسبب مرضه. وقال: سأتابع هذا العام مباراة فنية راقية بين نجوم جيلى وأصدقائى مثل محمود عبدالعزيز ويحيي الفخرانى وعادل إمام وفاروق الفيشاوي والنجمتين يسرا وليلي علوي.. وأضاف: أكيد هستمتع وخيرها في غيرها. النجمة إلهام شاهين التي حاولت أن تلحق بموسم العرض الرمضاني بمسلسلها مع المخرجة «إيناس الدغيدى»، والمؤلف وليد يوسف «اضطراب عاطفى».. لكن للأسف اضطراب ميزانية الإنتاج وانسحاب مدينة الإنتاج الإعلامي من المشاركة في العمل أديا لتوقف التحضير، ورأت إلهام أن تنتهز الفرصة في الراحة والاستجمام كما صرحت ربما يتخلل هذه الفترة بعد رمضان الدخول فى بطولة فيلم سينمائى وبعده تستعد لتصوير المسلسل في جو هادئ لرمضان بعد القادم. وصرحت إلهام: سأكون بين مقاعد الجماهير وأتابع بارتياح أعمال صديقاتى وأصدقائى من النجوم وأكيد هستمتع بالمنافسة بينهم وهذا في حد ذاته متعة كبيرة وأكيد مش هزعل لخروجي من المنافسة لأني نافست كثيراً «شوية راحة» إيه المشكلة. النجمة سميرة أحمد، كانت تحضر لمسلسل اجتماعى بالمشاركة في الإنتاج مع جانب تركي لكن بعد موقف تركيا من مصر رفضت التعاون معهم وأوقفت التحضير، والعمل كان بعنوان «ابنتي كما قيل»، ورغم أن سميرة أحمد قدمت أعمالاً ناجحة في رمضان في بعض المواسم لعل أشهرها «امرأة من زمن الحب» و«ماما في القسم» فإنها تري أن الاطمئنان علي مصر ووضعها بعد قدوم الرئيس السيسي هو أهم إنجاز لها هذا العام وربما عوضها ذلك عن تأجيل مشروعها الدرامي. الفنان الكبير حسين فهمي الذي حقق نجاحاً مدوياً رمضان الماضي في مسلسلى «الشك» و«العراف» خرج هذا الموسم من السباق والمنافسة. وعن تأثير خروجه قال ضاحكاً: هي فرصة الواحد يرتاح ويتابع حال البلد وأعتقد -والكلام لفهمى- وصول السيسي للرئاسة أهم نجاح وليس شرطاً أن تتواجد بكل مسلسل، لكن هذا العام سأتواجد ببرنامج إنسانى جيد فأنا أعشق هذه النوعية من البرامج التي تقدم النماذج الإيجابية الرائعة للشباب المصري الناجح المكافح ويعرض علي قناة التحرير في رمضان بعنوان «مع احترامي وتقديرى» وأضاف: سأتابع كل زملائى في أعمالهم هذا الموسم مع احترامي وتقديري لهم وسأكون ناقداً حيادياً جداً معهم. المخرج الكبير مجدي أبوعميرة، الملقب بالملك وهو مخرج يتميز بالنجاح الرمضاني والذي قدم العام الماضى مسلسل «القاصرات» خرج هذا العام من السباق بسبب الظروف الإنتاجية رغم تعاقده علي ثلاثة مسلسلات وكان في انتظار الجاهز منهما لكنهما جميعاً تعذرت حتي شهرين سابقين فقرر أبوعميرة الاعتذار وفضل الجلوس علي مقعد المشاهد لأنه ليس من المخرجين الذين يجيدون سلق الأعمال كما يقول. ويضيف: أنا لا أحب العمل تحت ضغط وسلق المشاهد أو التصوير علي الهواء مش مهم موسم يفوت لكن المهم أن أحافظ علي اسمي وتاريخي الذي صنعته. وأضاف: حققت نجاحات درامية في رمضان تحديداً، لم يحققه إلا قليلون في مصر سيظل الجمهور يذكرها منها علي سبيل المثال ثلاثيات الرائع الراحل محمد صفاء عامر «ذئاب الجبل» و«الضوء الشارد» و«الفرار من الحب» وغيرها. وقال هذا العام سيكون فرصته لالتقاط الأنفاس والتركيز في عمل جيد للموسم القادم. الفنان صلاح السعدنى الذي قدم رمضان الماضى مسلسل «القاصرات» وكان قبلها نجماً درامياً رمضانياً خرج هذا الموسم من المنافسة بسبب الظروف الإنتاجية بعد أن كان يأمل فى تقديم آخر إبداعات صديق الراحل محمد صفاء عامر «الميراث الملعون» الذي ظل حبيساً في أدراج قطاع الإنتاج وذهب لمدينة الإنتاج التي ماطلت في إنتاجه حتي تم تأجيله. «السعدنى» حزين بشدة ليس لخروجه من سباق رمضان كما صرح لكن لتجاهل جهات الإنتاج الحكومى آخر إبداع صفاء عامر قائلاً: آمل أن يتم تصويره لرمضان القادم. السيناريست مجدي صابر الذي خرج من سباق رمضان هذا العام بعد الأزمة المالية في صوت القاهرة التي عطلت تصوير مسلسله «حسن الفللى» المرشح لبطولته النجم هاني رمزى. صابر قال الحمد لله أنا قطفت طعم النجاح مسبقاً بعد الصدى الجيد الذي حققه مسلسل «سلسال الدم» وأري أنه عرض في توقيت وقناة متميزين بعيداً عن مقصلة ومذبحة رمضان وكنت سعيداً بابتعادى عن رمضان لأن العمل حتي لو رائعاً سيظلم في المشاهد والعمل الذي يتوافر له الوقت والمكان المتميزان سيحترمه ويتابعه الجمهور بإتقان، وهو ما حدث مع «سلسال الدم». وأضاف صابر: رمضان القادم سيكون هناك لي أكثر من مفاجأة سيكون من بينها «سلسال الدم» جزء 2 و«الفللي». السيناريست مصطفي محرم، ربما يخرج من موسم رمضان هذا العام بعد تأجيل مسلسل «أولاد منصور» مع نور الشريف، و«أيام الخديوى» مع إيناس الدغيدى، و«الستات» مع مجدي أبوعميرة، ويبقي له مسلسل «المولد» لهيفاء وهبى المهدد بالخروج من شاشات العرض للعام الثالث علي التوالي لأن هيفاء مشغولة بمسلسلها «كلام علي ورق» ويتبقى لها عدة مشاهد في «المولد» لم تحسم للآن كما يقال والمنتج محمد فوزي لم يسوق المسلسل بالشكل الذي يتناسب مع ضخامة إنتاجه. «محرم» قال كل شيء نصيب فأنا لدىّ مشروعات كثيرة. الظروف حالت دون تنفيذها الأيام جاية والحمد لله ما أقدمه مميز ومنافس. «محرم» عرض له العام الماضى مسلسل لمحمود حميدة وسمية الخشاب وحقق نجاحاً متواضعاً. النجم محمود ياسين، وهو نجم له تاريخ كبير ومشرف فضل الانسحاب من مسلسل «صاحب السعادة» لأسباب ربما تتعلق بتاريخه وقيمته الفنية، إذ ارتبط اسمه بنجاحات رمضانية كثيرة مثل «سوق العصر» و«العصيان» و«ماما في القسم»، يري أن الاختيار المناسب الذي يضيف لتاريخ الفنان أفضل كثيراً من مجرد التواجد وأنه رفض أعمالاً كثيرة لا تناسبه لأنه يحترم تاريخه وجمهوره وفنه ويري أن النقلة التي حققتها مصر باختيارها لرئيسها «السيسي» أهم من أي تواجد غير مضمون الآن ولكن بالتأكيد سأتابع باستمتاع أعمال الكبار والشباب من زملائى من نجوم الدراما بمصر والعرب وأتمني أن يكون موسماً وأعمالاً علي مستوي راق من المضمون وبعيداً عن معركة «الألفاظ» الخارجة التي شهدناها الأعوام الماضية. المخرج محمد فاضل، وهو تاريخ كبير من النجاحات الرمضانية حيث قدم رمضان الماضى «ويأتي النهار» مع الكاتب مجدي صابر والنجمة فردوس عبدالحميد وكان قبلها «صاحب السبق» في كثير من الأعمال «أنا وأنت وبابا في المشمش» و«الشارع الجديد» وغيرهما من روائع الدراما. «فاضل» ليس حزيناً لتغيبه عن دراما رمضان بقدر حزنه علي تغير موازين السوق الدرامي وتراجع دور الإنتاج الحكومي في قطاعاته الثلاثة، حيث كان لديه مشروع مؤجل بمدينة الإنتاج.