ليس كل العناكب تستخدم شباكها لإصطياد فرائسها، فهناك عناكب لا تحتاج إلى مثل هذه الشباك المصنوعة من الخيوط، فهناك نوعا آخر من العناكب يتغذى على كائنات تتجاوز أضعاف أحجامها. فقد اكتشف مجموعة من العلماء بجامعة "باسل" السويسرية وجامعة "ويسترن" الاسترالية نوعا جديدا من العناكب يتغذى على الأسماك ويعيش في كل القارات فيما عادا القارة القطبية الجنوبية. وعلى الرغم من اعتبار العناكب من الحشرات التي تتغذى على ديدان الأرض والباعوض وأوراق الشجر وظهر مؤخرا العناكب التي تتغذى على الخفافيش، إلا أن هذا النوع من العناكب يعتبر الأكثر غرابة على الإطلاق حتى الآن. وتعيش تلك العناكب في البرك والمستنقعات ليمكنها اصطياد ما يكفيها من الأسماك بأنواعها المختلفة، وهي بالطبع تفضل الأنواع الصغيرة من تلك الأسماك.
ويتغذى أكثر من 15 نوعا من العناكب في الغالب على الأسماك الموجودة بالمياه العذبة والموجودة بالمناطق الدافئة. وحول استراتيجية العنكبوت في اصطياد سمكته يقول براد بسي، عالم البيئة بجامعة "ويسترن": "يتصرف العنكبوت بطريقة تشبه الإنسان عندما يصطاد سمكة، فهو يقف بقدميه الخلفيتين على ورقة شجر أو صخرة ما أو قطعة خشب بينما يمد ثلاثة من أرجله فوق سطح الماء، وعندما تقترب السمكة من السطح ينقد العنكبوت بأرجله الأمامية عليها ليبث فيها سما قاتلا يؤدي إلى موتها في دقائق معدودة، وعلى الرغم من صغر حجم العنكبوت إلا أنه يقوم بسحبها إلى الشاطىء حتى لا تهرب منه أو يلتقطها سمكا آخر".