ثلاثة لاعبين الجميع في البرازيل يتوقعون ويتلهفون لرؤيتهم. أي شخص يمكن أن يخرج من كأس العالم، لكن هؤلاء لا يمكن أبدا. أولهم، لعب الخميس الماضي وكان رجل المباراة وحقق النصر للبرازيل ضد كرواتيا، وهو "نيمار"، والثاني: هو ليونيل ميسي ولعب وسجل وكان رجل المباراة التي انتصر فيها منتخب الأرجنتين على البوسنة. أول من أمس، كان الثالث، أفضل لاعب في العالم لعام 2013: كريستيانو رونالدو، لكننا شاهدنا لاعبا آخرا، وهو "توماس مولر" الذي سجل "هاتريك" في فوز ألمانيا على البرتغال بأربعة أهداف دون رد في السلفادور، وكان رجل المباراة. ماذا حدث لكريستيانو رونالدو؟ منذ أن وصل إلى البرازيل، وهو كان يتدرب مرتديا لاصق على ركبته. كما أنه لم يلعب كثيرا قبل كأس العالم، ولم يشارك في مباريات البرتغال الودية. حتى في نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يظهر بمستواه المعهود. إنه أمر مثير للقلق عندما تقارن مستواه بنيمار وميسي، اللاعبين الذين يطمحون بالحصول على كرة القدم الذهبية (كرة الفيفا الذهبية) المقبلة. كما رأى الجميع المباراة الأولى في البطولة، نيمار مع المنتخب البرازيلي كان مختلف عن نيمار الذي مع برشلونة. هنا في البرازيل، كان هو النجم، وجميع اللاعبين يلعبون من أجل تهيئة الأجواء المناسبة له، وكان لديه ثقة كبيرة في نفسه؛ حتى لو كان قد أخطأ في أي تسديدة، فالكرة ستذهب في المسار الصحيح. من ناحية أخرى، استغرق ميسي فترة طويلة ليقدم أداء في الأرجنتين مقارب لما هو عليه في برشلونة. هل تذكر كم من الأهداف سجلها في عام 2010؟ ولا أي هدف. فقط مع قدوم أليخاندرو سابيلا، بات صاحب الرقم 10 شخصية ذات تأثير قوي في المنتخب الأرجنتيني. يوم الأحد الماضي، بدأ سابيلا يلعب بتشكيل مختلف، وكان ميسي وحيدا جدا في الهجوم، وفي الشوط الثاني، قام بتغيير في تشكيله فريقه ليمنح ليونيل المزيد من الدعم، ونجحت خطته، وسجل ميسي هدفا جميلا، وتم اختياره رجل المباراة. هناك فارق هام بين ما حدث مع ميسي ونيمار وبين كريستيانو رنالدو، ألا وهو زملاء كل من ميسي ونيمار. انظر حول النجم الأرجنتيني ستجد زملائه: دي ماريا، وماسكيرانو، وأجويرو، وإيجواين، ولافيتزي، فيما يقف بجانب النجم البرازيلي: تياجو سيلفا، ومارسيلو، وديفيد لويز، وهالك، وأوسكار.. أما النجم البرتغالي؟ ما الذي يمكن أن تتوقعه من أسماء مثل "هوجو ألميدا، وإيدير؟"، بل والأسوأ من ذلك، ما الذي يمكن أن تتوقعه من بيبي؟ أجل، نحن نعرف ما الذي يمكن أن تتوقعه من لاعب مثل بيبي: هي المشاكل. وكان هذا ما حدث ضد ألمانيا، عندما حصل على البطاقة الحمراء الدقيقة 36 من زمن المباراة. أكد المنتخب الألماني أنه واحدا من الفرق المرشحة بقوة للحصول على اللقب. هذا هو الجيل، الذي قدم أداءا راقيا في جنوب إفريقيا، بات أكثر قوة وأكثر جوعا لاستعادة كأس العالم إلى ألمانيا، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 1990. أفضل لاعب شاب قبل أربع سنوات، بدأ نجمه في السطوع، وهو "توماس مولر"، وسجل ثلاث أهداف، وظهر أفضل بصورة كبيرة من رونالدو. سجل هاملز هدفا آخر، لتصبح مدينة السلفادور، هي مدينة الأهداف، فالجمعة الماضية شهدت فوز هولندا على بطل العالم إسبانيا بخمسة أهداف لهدف. تغلبت ألمانيا على كافة المخاوف المتعلقة بالطقس. وانتزعت ثلاث نقاط هامة. في الوقت نفسه، البرتغال بحاجة إلى التعافي، فهي رغم تعرضها لتلك الخسارة الثقيلة في المباراة الأولى، فقدت هوجو ألميدا وفابيو كوينتراو، الذين غادرا الملعب مصابين، بالإضافة إلى طرد بيبي من الملعب، بعدما حاول ضرب مولر من دون كرة. درجة الحرارة كانت 26 درجة مئوية، لقد كان الجو حارا في سلفادور، لكن يبدو أن ألمانيا اتخذت قرارا جيدا، بأنها قررت التدريب في كابراليا – التي تبعد 540 كيلومتر عن سلفادور – في ولاية "باهيا". الألمان معتادون على البرد؛ لذلك كانوا كأنهم في وطنهم في باهيا. قبل انطلاق كأس العالم، ونحن على علم بأن أمل البرتغال متعلق بأقدام كريستيانو رونالدو. رأينا ذلك يحدث عندما هم (أو هو) فاز على السويد في مباريات التأهل للمونديال. ولكن الآن لم يعد يقدم أفضل أداء له للأسف. نحن جميعا نريد أن نرى رونالدو، وميسي، ونيمار على نفس المستوى، نريد قتالا للحصول على أفضل الأهداف والوصول إلى أعلى المستويات والمتعة، ولكن يبدو أن اثنين منهم فقط سيذهبون بعيدا، فيما سيغادر أحدهم مبكرا. "كأس الكؤوس" قبل وقت، نظمت حكومة ديلما روسيف حملة للترويج لكأس العالم. وكانت عازمة على إقناع البرازيليين على ضرورة دعم البطولة. اسم تلك الحملة هو "كأس الكؤوس". بالبرتغالية تعني أنها "أفضل كأس من أي وقت مضى". في البداية، بدا الأمر كأنه تفاؤل زيادة عن اللزوم، وكانت البرازيل تعاني من الكثير من أعمال الشغب في الشوارع، وكان الكثير من الناس ضد كأس العالم لكرة القدم، وكان يشتكي الكثيرون من تراجع البلاد والاقتصاد بها. لكن الآن، هذا يبدو أنه شعار مثالي لنهائيات كأس العالم الحالية، البرازيل في طريقها لأن تكون أفضل بطولة كأس العالم على الإطلاق، أفضل من أي بطولة سابقة. كل يوم لدينا مباراة كبيرة واحدة على الأقل. متى شاهدت قبل الآن هزيمة بطل العالم بخمسة أهداف لهدف في مباراته الأولى. متى شاهدت قبل الآن استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكم في تأكيد هدف؟ متى شاهدت من قبل هذا العدد الكبير من الأهداف في عدد قليل جدا من الأيام؟ لا أعرف حقيقة إجابة عن هذه الأسئلة. الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقوله إننا نعيش هذه الإجابات حاليا.