استأنفت المقاتلات الباكستانية غاراتها الجوية على وزيرستان الشمالية اليوم الاثنين بعد يوم من إعلان الجيش بدء عملية عسكرية كبيرة لتطهير المنطقة المضطربة الواقعة على الحدود مع أفغانستان من المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وصرحت مصادر عسكرية بأن الطائرات قصفت أهدافا في قطاع شوال وقتلت 21 متشددا على الأقل. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل أو تفاصيل أخرى في المنطقة التي لا يسمح للصحفيين بالعمل بحرية فيها وحيث فرض الجيش حظر تجول وعطل خدمات الهواتف المحمولة لتقويض التمرد. وقال سكان إنه وسط توقعات بتصاعد أعمال العنف فرت ثلثا العائلات من منطقة البشتون العرقية وكثير منهم توجه إلى أفغانستان المجاورة حيث لهم أقارب. وقال أحد سكان ميران شاه التي على غير العادة بدت خالية من الناس والسيارات "لقد جمعنا كل أغراضنا ونحن مستعدون للرحيل بمجرد رفع حظر التجول." وصرح مصدر أمني بأن حظر التجول سيخفف خلال اليومين المقبلين للسماح للسكان بمغادرة المنطقة. وارسلت باكستان أمس الأحد جنودا ومدفعية وطائرات هليكوبتر إلى وزيرستان الشمالية في عملية عسكرية كانت متوقعة منذ فترة طويلة واعتبرت ردا على هجوم للمقاتلين على أكبر مطارات باكستان قبل أسبوع. ودمر الهجوم الذي امتد ليلة كاملة على مطار كراتشي وشنته مجموعة من المقاتلين الأوزبك المدربين جيدا آفاق محادثات السلام مع المتشددين الذين يحاربون للإطاحة بالحكومة الباكستانية ولتطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في البلاد. ويفضل رئيس الوزراء نواز شريف محادثات السلام لكنه يتعرض لضغوط من الصقور في الجيش الباكستاني ومن الولاياتالمتحدة لشن عملية كبيرة على المتشددين في وزيرستان الشمالية إحدى المناطق المضطربة بشدة على الحدود مع أفغانستان. وبعد هجوم كراتشي بدا أن الرأي العام في باكستان أصبح يميل إلى العملية العسكرية حتى وإن كان العمل العسكري في وزيرستان الشمالية يعني تفاقم خطر الهجمات الانتقامية من جانب طالبان. وتصدر الصفحة الأولى لصحيفة ذا نيشن عنوان يقول "أخيرا عملية!". وجرى تشديد إجراءات الأمن في العاصمة اسلام اباد وجابت دوريات لقوات الأمن والشرطة الشوارع. وأعلنت طالبان ومقاتلون منحدرون من أصل أوزبكي متحصنين في وزيرستان الشمالية مسؤوليتهم عن الهجوم الذي وقع على مطار كراتشي في الثامن من يونيو.