قال بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثاني نحتفل بعيد الصعود المجيد الذى يأتى فى اليوم الأربعين لقيامة السيد المسيح والذى يمثل نهاية مرحلة خدمة المسيح بالجسد على الأرض، موضحا أن عيد الصعود هو أخر الأعياد السيدية المرتبطة بحياة المسيح والتي تحتفل بها الكنيسة. ولفت خلال عظة قداس رسامة 17 كاهنا جديد اليوم الخميس إلى أهمية أن يتطلع كل إنسان بقلبه نحو السماء، مضيفا فلابد وآن تكون السماء حاضرة فى بيتك، وخدمتك، وحياتك، موضحا أن الإنسان الذي يرفع عينيه إلى السماء يستمد منها الراحة، فهى تعنى أن الإنسان لديه دائما رجاء دائم. وأشار إلى أن الكنيسة تحتفل برسامة عددا من الشمامسة كى يصيروا كهنة، وعددهم 16 كاهن لخدمة مدينة القاهرة، وكاهن في أبروشية جنوب إفريقيا في دولة ناميبيا. وقال ونحن نحتفل دائما بعيد الصعود فى يوم خميس، لذلك أردت أن أضع للمتقدمين للكهنوت 5 صفات ينبغى أن يتمتع بها الكاهن جميعها تبدأ بحرف الألف، أولها الأبوة، موضحا أن الكهنوت فى الكنيسة قيمته بقيمة الأبوة بمعانيها الكثيرة، وأبوته يتمثل فيها بأبوة الله لنا، ما يجعله كاهن بالحقيقة، لذلك دائما نختار الكاهن إنسان متزوجاً حتى يستطيع أن يعى بالكامل معانى الأبوة الجسدية وكذلك الروحية، والكاهن الذي ينسى أنه أب تكون خدمته عليها علامة استفهام. وأوضح أن واحد من أهم أسباب حيوية الكنيسة القبطية هي "الأبوة الروحية"، فيصير الكاهن بعد رسامته "أبونا" ونخاطب الله "أبانا الذى فى السموات" مضيفا وتتميز الأبوة بالحنية والمحبة والتسامح والستر والتشجيع والرقة. وأضاف أما ثانى صفة هى الإفتقاد، فالكاهن يقام لكى ما يفتقد شعبه، ويمارس فيه الابوة، فالافتقاد أمر ملح لكل بيت مسيحى وهو شكل من أشكال الوقاية من أزمات كثيرة، والصفة الثالثة هي الاستقامة أي استقامة الكهنوت هى التى تعطيه البهاء، ونحن فى كل يوم نصلى، ونقول "قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيماً جدده فى أحشائى"، والكنيسة الأرثوذكسية تعنى المستقيمة ليس فى العقيدة فقط ولكن فى الفكر والسلوك، فالكاهن عندما يرتدى الملابس الخاصة بالكهنوت يعنى أنه يكون مستقيما فى فكره وسلوكه وروحياته، واستقامة الكاهن تجعله قديسا، فعار على الكاهن ألا يكون مستقيما وأن تخلى عن هذه الفضيلة فكيف يكون له نصيبا فى السماء. وأوضح أن الصقة الرابعة الأمانة وتظهر فى علاقاته المالية بالكنيسة، وفى سلوكياته وحتى أصغر الأمور، فيمارس هذه الأمانة ويتذكر كل يوم عبارة سفر الرؤيا كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة، مضيفا وأخيرا الإتضاع، فالكهنوت ليس لكى يكون الإنسان سيدا، الكهنوت موضعه عند الأقدام كما صنع السيد المسيح حين انحنى وغسل أقدام التلاميذ. وأشار إلى أن الكاهن يتوج خدمته باتضاعه وعندما يرى الناس فى الكاهن هذه الصورة الجميلة ينجذبون إليه ليس لشخصه ولكن للاتضاع الموجود فيه، مضيفا هناك خادم يقع فى خطية الشعبية ، كأنه نجم وفى كاهن يخدم بطريقة اجتماعية بالتفاف الناس حوله بما يرضى ذاته اما الكاهن الحقيقى فهو من يعيش فى اتضاع حقيقى فنحن لا نستحق اى نعمة ولكن الله يستخدم هذه الضعفات. وأوضح أن الكاهن الذى يتكبر تكون النتيجة انه يخسر السماء والارض، ووجه البابا حديثه الى الكهنة الجدد قائلا لذلك أوصى الشمامسة المتقدمين للكهنوت أن يكون الاتضاع هو صورته فى البيت والخدمة والكنيسة والافتقاد هو شكل من أشكال الاتضاع لأن فيه مجهود جسدى وتعب وبحث ولكن أن كان فيها شكل من أشكال الاتضاع سيجد الأمر محبوب لديه. وأوصى البابا بأن يولى الأباء الجدد اهتمام خاص بالشباب، وقال "أرجو أن يعطوا الأباء الجدد التفات خاص لخدمة الشباب لأنها محتاجة أن يؤهل الإنسان نفسه وأن يكون مسايرا للعصر لأن الشباب كطاقة فى حياة المجتمع والكنيسة تحتاج للاهتمام، ويحتاج أن يساعدهم فى الضعفات منها الإلحاد والإدمان والجنس وخطايا أخرى لذلك يجب أن يجتهد فى خدمة الشباب وأخيرا يجب أن يضع زوجته وبيته فى مقدمة اهتمامه، وأحيانا عندما يبدأ الكاهن ينسي بيته ويجعله أخر الصف وهذا خطأ فيجب أن يكون لك وقت خاص مع أسرتك فزوجتك وبيتك أيضا أمانة.