س: وهل عاد حسنى مبارك فعلا؟ ج: لم يعد بشخصه ربما (ومين عارف، ماذا سيفعل بعد براءته؟) لكنه عاد بسياسته (وهل كان قد رحل أصلا... بسياسته)، تخوين الثوار واتهام المنظمات الحقوقية بالعمالة والضرب والسحل وهتك العرض والفخر بانتهاك حقوق الإنسان وسحق كرامة المواطن وتضليل الرأى العام والكذب الإعلامى، هو نفسه، لكن الشىء الوحيد المختلف عن مبارك هو تعامل المجلس العسكرى مع الإخوان المسلمين والسلفيين! س: لماذا اقتحم الأمن ورجاله وصاعقة «العسكرى» المنظمات الحقوقية التى يديرها نشطاء يساريون وليبراليون بحجة التمويل من الخارج، بينما لم يقترب «العسكرى» من جمعيات إسلامية تحصل على تمويل من الخارج أيضا؟ ج: لأن المنظمات الحقوقية كشفت وعرّت خطايا وانتهاكات المجلس العسكرى لحقوق الإنسان (بالمناسبة اعترف بها بيان للمجلس العسكرى وأعلن عن أسفه -يا للتواضع- وعن تحقيقاته المزعومة حول هذه الانتهاكات!) بينما الجمعيات الإسلامية تهلل للعسكرى ولانتهاكاته وتدعوه إلى مزيد من الضرب والسحل والقتل. ثم إن المنظمات الحقوقية تحصل على تمويلها من الغرب (الذى يمول المعونة العسكرية والاقتصادية!) بينما الجمعيات الإسلامية تحصل على تمويلها من قطر والسعودية والكويت! س: لماذا تتم محاكمة مبارك بتهمة قتل واحد وسبعين شهيدا فقط بينما عدد الشهداء تجاوز ثمانمئة؟ ج: فوضى وارتجال وعشوائية وتعامل رخيص مع دم الشهداء. س: هل سيصدر المجلس العسكرى إعلانا دستوريا جديدا أو مكملا يقرر فيه معايير اختيار لجنة صياغة الدستور؟ ج: لن يفعل ولن يقدر، فهو يخشى من رد فعل الإخوان والسلفيين، ومن ثم فهذه منطقة ممنوع الاقتراب والتصوير فيها، وهو موضوع منتهٍ ومحسوم ومش عايز اسمع أسئلة فيه تانى. س: هل سيصدر قانون انتخاب رئيس الجمهورية قبل انعقاد مجلس الشعب؟ ج: آه ممكن. س: وبعدين؟ ج: ولا قبلين.. لو أراد البرلمان القادم تغييره أو تعديله فسيغيره أو يعدّله حسب مزاجه «السياسى».. ثم أنا قلت إجابة عن السؤال السابق إنه ممكن يصدر ولم أقل إنه سيصدر! س: هل سيصل الإخوان إلى الحكم فعلا؟ ج: اسألوا المجلس العسكرى.. حيث يحاول المجلس العسكرى إبطاء وصولهم إلى الحكم بقدر الطاقة (وهى محدودة)وبجميع الوسائل (وهى مقيدة بخيال المجلس العسكرى السياسى وهو ضعيف وفقير وعجوز تماما)! س: هل سيترك المجلس العسكرى الحكم فعلا؟ ج: اسألوا الإخوان.. حيث يحاول الإخوان عقد صفقة عاجلة مع «العسكرى» لإقناعه بالرحيل عن الحكم، مدفوعين بخوف يصل إلى حد الفوبيا من أن يقرر المجلس العسكرى ضرب الديمقراطية ومنع نتيجتها الحتمية من وصول الإخوان إلى الحكم، وفى سبيل ذلك فالإخوان مستعدون للتسليم بأى امتيازات أو متطلبات للعسكرى، وهم يتعاملون معه كأنهم يلاعبون تمساحا، لكنهم يتخيلون أنفسهم الوحيدين الذين يجلسون على بحيرة التمساح! س: هل يمكن لأحد حاكم أو حكومة أن تضحك على الشعب المصرى بعد ثورة يناير أم أنه انتهى عصر الضحك على المصريين؟ ج: ونحن نتحدث الآن فإن الشعب المصرى مضحوك عليه فعلا، ملايين من أحرار المصريين الذين لم يستسلموا لاستبداد مبارك ولم تضحك عليهم دعايته الكاذبة قاموا بثورة عظيمة، وحين تسلم الثورة المصريون الذين لم يشاركوا فيها والذين كانوا مستسلمين لمبارك ومضحوكا عليهم من دعايته تم إجهاض أحلام الثورة وضرب أهدافها وعاد الشعب مضحوكا عليه من مجلس عسكرى يوهمه بالاستقرار ويوحى إليه بأن الثوار عملاء ومموَّلون وينفذ نفس دعاية مبارك، فيستجيب المضحوك عليهم أيام مبارك لنفس المهزلة فى عصر «العسكرى»، ثم إن الشعب انضحك عليه يوم قيل له فى الانتخابات إن «صوتك يدخلك الجنة»، وإن منافسى الإخوان والسلفيين مسيحيون أو كفرة أو حيودّوك النار وبئس المصير. نعم يمكن أن ينضحك على الشعب، لكن الجديد أن هذا لن يستمر ثلاثين عاما أخرى.. أو هكذا أتعشم! الغريب أن نفس السؤال الذى لاحقنى طيلة سنوات الرئيس السابق حيث كان يوجهه كثيرون إلىّ: مصر رايحة على فين؟ وكنت أجيب فى السنوات السابقة: نحن كلنا نعرف هى رايحة فين، لكن السؤال: رايحة إمتى؟ الآن ونتيجة قيادة المجلس العسكرى للبلاد خلال الأحد عشر شهرا الماضية فإن الشعب المصرى ورغم الانتخابات يعيش قلقا منتفخا على حاضره، حتى إنه يسأل متحيرا عن الطريق الذى ستذهب فيه مصر، فيسألنى كثيرون نفس السؤال بألفاظه ذاتها: مصر رايحة على فين؟ إجابتى التى قدمتها خلال الثمانى والأربعين ساعة الماضية أن مصر أمامها بين عامين وثلاثة من الجيلى! الجيلى هذا الكائن المنتمى إلى فصيلة الحلويات ولكنه هلامى ومهتز وشفاف وغير متماسك وسائب تماما ومن الصعب الإمساك به، وقد يقفز فى الطبق ويندلق على هدومك!