«لم تطمئن قلوبهم».. ببساطة شديدة. استقبلوا زيارات ممثلى التيارات الإسلامية الذين حصدوا الجانب الأكبر من مقاعد مجلس الشعب فى مقر نقابتهم بحذر وقلق.. فنانو مصر يحاولون المحافظة على الفن بعيدا عن أى قوى سياسية. لم يعلن الفنانون عن هذا القلق صراحة، ولكن هناك لجنة للدفاع عن حرية الإبداع تم تشكيلها مؤخرا، بمشاركة المخرج داوود عبد السيد، حيث قال إن المبادرة تهدف إلى الحفاظ على حرية الإبداع، خصوصا أنه لا توجد مؤشرات تضمن دولة ديمقراطية سليمة يتم فيها تداول الحكم بين أحزاب متعددة العقائد والاتجاهات والبرامج والأهداف. حيث سيرث الحزب الحاصل على الأغلبية نفس نظام الحكم الشمولى، وسيتحكم فى التليفزيون والإذاعة والجرائد الكبرى ووكالة الأنباء الرسمية، فالدولة هى المنتج الوحيد للمسرح والموسيقى السيمفونية والأوبرا والباليه وتراث الموسيقى العربية الكلاسيكية، وهو نفس الوضع فى الباليه وفرق الرقص الأخرى. مشيرا إلى أن الديمقراطية الصحيحة تستلزم عدم تبعية الثقافة والإعلام للدولة. وهو ما يسعون إليه من خلال هذه المبادرة. تضم اللجنة كذلك كلا من الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والدكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما، والدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة السابق، كما شاركت فيها ليلى علوى بصفتها منتجة وعضوة فى غرفة صناعة السينما، وكذلك المنتجون محمد العدل، وإسعاد يونس، ومحمد حسن رمزى، ومنيب شافعى رئيس الغرفة، الذى قال إن المرحلة القادمة ستكون صعبة على السينما المصرية لذا لا بد -فى رأيه- من تهيئة الرأى العام لمواجهة الخطورة التى يمكن أن تتعرض لها الثقافة، وقال عماد أبو غازى إن الهدف من هذه المبادرة ضمان حرية الإبداع والفكر فى ظل التغييرات السياسية التى تطرأ على المجتمع المصرى.