عندما يعجز الطب العادى وتفشل عقاقيره فى مداواة الآلام والجراح يلجأ الناس إلى الطب البديل الذى يعتمد على الأعشاب وغيرها من المواد الطبيعية، وهو ما نطلق عليه فى مصر اسم: وصفة بلدى. الفراعنة هم أول من اخترعوا العلاج بهذه الوسائل التى لا تزال تدرس حتى اليوم فى كبرى الأكاديميات الطبية العالمية. العرب أيضًا برعوا فى استخدام الزيوت والأعشاب للتغلب على المشكلات الصحية المختلفة، وحذا حذوهم قبائل إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية الذين توصلوا إلى خلطات مختلفة مستمدة من بيئتهم ساعدت الكثيرين من المرضى على الشفاء بعد أن عجزت الأدوية الكيميائية عن تخفيف آلامهم. أتذكر بعض الحالات لعدد من اللاعبين الأفارقة الذين احترفوا فى مصر وكانوا يصرون على العودة إلى بلادهم للمداواة عندما يتعرضون لإصابات قوية، مثل أحمد فيلكس -مهاجم الأهلى السابق ومن بعده الزمالك- الذى أصيب بكسر فى يده فرفض العلاج بالطريقة الاعتيادية وغادر إلى غانامسقط رأسه لعرض نفسه على خبراء الطب الشعبى هناك. المفاجأة أنه عاد بعد عشرة أيام فقط وقد التأم الكسر بشكل كامل وشارك مباشرة فى التدريبات والمباريات بشكل طبيعى! هذه الأيام يتردد بقوة اسم الطبيبة الصربية ماريانا كوفاسفيتش التى قامت بعلاج نجم أتلتيكو مدريد دييجو كوستا من إصابته فى الفخذ بطريقة مبتكرة خلال زمن قياسى لا يتعدى 4 أيام، بعد أن كان الأطباء المعالجون قد أجمعوا على احتياجه إلى شهر على الأقل من أجل التعافى! رغبة اللاعب الملحة فى اللحاق بلقاء نهائى دورى أبطال أوروبا الذى أقيم بعد أسبوع واحد فقط من الإصابة دفعته إلى السفر مباشرة إلى صربيا من أجل الخضوع للعلاج تحت إشراف الطبيبة التى يطلقون عليها لقب «معجزات». تحسنت حالته بشكل مذهل وانضم إلى تدريبات فريقه التى خاض خلالها سباقات للسرعة، وقد يشارك فعلاً فى لقاء النهائى الذى سيلعب بعد ساعات من كتابة هذه السطور! ماريانا ربة منزل تعيش فى بلجراد ولم تتلقَّ دراسات متخصصة فى الطب، غير أنها برعت فى ابتكار عقاقير مستخرجة من مشيمة الخيول لعلاج الإصابات، خصوصًا العضلية منها. بدأت شهرتها تنتشر بعد نجاحها فى مساعدة نجم الأرسنال السابق روبين فان بيرسى للتخلص من إصابته الخطيرة فى الساق عام 2010، مما دفع مشاهير اللاعبين إلى طلب الحصول على مشورتها الطبية مثل لامبارد نجم تشيلسى وأسامواه جيان مهاجم غانا الذى تعرض لتمزق عضلى، فذهب إليها وبعد جلسة علاج واحدة طلبت منه محاولة الجرى فظن أنها ساحرة أو مجنونة، لكنه سرعان ما أطلق عليها اسم «العبقرية» بعد أن استطاع الجرى فعلاً دون ألم! هذه الواقعة دفعت مسؤولى منتخب غانا إلى تعيينها ضمن الجهاز الطبى المرافق للفريق خلال المونديال القادم. ترددت مؤخرًا أنباء عن نيتها للهجرة من بلادها والاستقرار فى أوروبا عقب تعرضها لمضايقات من السلطات التى تطالبها بدفع ضرائب كبيرة عن أرباحها، خصوصًا أن أتعابها عن جلسة العلاج الواحدة تصل إلى 5 آلاف يورو تقريبًا.