المقالة دي أنا نشرتها على الفيسبوك فعلًا من حوالي 5 ايام، بس بعتّها لالأعزاء جرنال التحرير عشان ينشروها لإنّي نفسي مصر كلّها تقراها الحقيقة؛ أقر وأعترف أنا أحمد العسيلي أنّي وقعت في هذا الفخ (اللي حتعرفوه دلوقتي) وححاول على قد ما اقدر ماقعش فيه تاني) .. إختلافي الشديد مع الإتّجاه السياسي الديني -والإسلامي في حالتنا-، خلّاني في مرّات عدّة بالرغم من حرصي إنّي ماقعش في الفخ ده، بس كنت بتكلّم عنهم ببعض العدائية، اللي عيبها الواضح طبعًا إنّها بتولّد عدائية من الناحية التانية كمان، فمابيسمعوش أنا بقول إيه؛ فبيتغيّر الموضوع أولًا، وبحرم نفسي من فرصة إنّ نسبة من المُدافعين عن ذلك الإتّجاه يسمعوني ثانيًا. وإن كنت أجزم إنّي مابقعش في فخ إنّي ماسمعش هُمّ بيقولوا إيه، لإنّي مركّز جدًا جدًا في اني أسمع كل مل ما يُلقى على مسامعي، حتّى وإن كنت رافضه كل الرفض اللي يَقدر عقلي وقلبي عليه. بسهولة بقول لنفسي “العدائية اللي بتطلع منّك أحيانًا وانت بتتكلّم في الموضوع سببها العدائية اللي انت بتحس بيها من بعضهم وساعات أغلبهم، أصل هُم بيتكلّموا بصلف وتكبّر، بيحاولوا يفرضوا عليك وعلى غيرك فكرة إنّهم أحسن منكو، إللي هيّ أصلًا ضد كل ما هُو في قلب الدين اللي هُمّ بيتكلّموا بإسمُه! أصل ده حتّى منهم نسبة كبيرة أوي -من أولئك المُدافعين عن السياسة الإسلامية- مش بس بيتكبّروا على بقية الناس، دول كمان كتير منهم بيشتموا شتائم صريحة بسفالة مُتناهية وُهمْ من يدّعون أنّهم يدافعون عن الدين!” كتير من الكلام ده بَفضل أقوله لضميري عشان يسكت، عشان يسيبني في حالي أفش غلّي، وضميري كان كتير بيحاول يقاوح عشان يكسب معركته ضد حججي، لحد ما تقريبًا كده النهارده إستسلمتله؛ إنت صح يا ضمير، حتّى لو صَدَر من قلّة منهم أو بعضهم أو أغلبهم أو حتّى كُلّهم طريقة تصرّف أنا رافضها، ده مش مبرّر أبدًا إنّي اقع في غلط تاني عشان قال إيه هُمّ بيغلطوا الغلط الأوّلاني.. “لا تزر وازرة وزر أخرى” إنت مصدّق كده عن الوقوع في تلك الغلطة أكتر من مرة، وقد يكون مرّات عديدة، أنا بعتذر لكل اللي بيسمعوني ولنَفسي قبلهم، أنا ربّي رزقني بصوت عالي بيسمعُه الكثيرون وماينفعش أقع في غلطة زي دي؛ لو كانت غلطة مش مسموحة لحَد فهي بالنسبة لواحد زيي أكثر من “مش مسموحة” بكتير؛ ماينفعش يبان في كلامي عداء ولا حتّى في صَدري، أنا مش عدو أي حد، أنا بس بحب بلدي ونَفسي واولادي، وبخاف علينا من القمع والقهر وأحاديّة التفكير. أنا بس ساعات لإنّي بني آدم، إنسان، أحيانًا بيثير غضبي بعض الكلام، ولمّا بَغضب ببقى أحمق زي كُل غضبان، وانا مش عايز أبقى أحمق، مش مستعد أبقى أحمق، وَلَو كان لبعض الوقت. وانا أعتقد إن أي مُنصف حيشهد بمحاولاتي الدائمة، “على الأقل”، إنّي أكون موضوعي ومُتوازن وغير عدائي، بس برضه أحيانًا، وقَعت في الخطأ. أنا مؤمن بالحريّة إيماني بخالقها وعاطيها للإنسان، وعشان كده بتحمق للحرية اللي أغلب الكلام اللي بسمعه منهم بيحسّسني إنّها في خطر مباشر، تلك الحريّة التي أؤمن بها وأُحِبّها.. بيثور غضبي، بحس في كلامهُم إنّهم عايزين يجبروني على تصديقهم، بَغضب لمّا أحس إنّهم عايزين يفرضوا أي حاجة عليّ، لإنّي مش مؤمن إن من حق أي حد يفرض أي حاجة على أي حَد، إلّا حفاظا على حقوق الناس -الله مش مستنّي من العباد ياخدولُه حقّه- فقط حقوق الناس.. عشان دي بالنسبالي مسألة عقائدية وجودية فلسفية عميقة كده، بيثور غضبي أحيانًا أنا ماكنتش ببرّر غلطي على فكرة، أنا كنت برسملكو بس صورة أكمَل، أنا خلاص عايز أتوب من هذا الذنب إلى الأبد. الغضب دايمًا حماقة.. اللهم إلا غضب الشعوب، لأسباب تعلمونها جميعًا (واوعوا حد يفتكر إن ما جاء في هذا المقال معناه إنّي مش حفضل أنتقد كل حاجة بشوف فيها ما يستدعي الإنتقاد، أيًّا كان من صدرت منه، ومش حبطّل مقاومة كل ما أرى إنّه ضد مصلحة الجميع، لكنّي نويت الصيام عن الغضب) لو مسكتوني متلبّساً بالغضب تجاه الإتجاه السياسي الإسلامي أو أي إتّجاه آخر، لو ظبطّوني غضبان تجاه أي حد وأي حاجة في الدنيا، رجاءً رُدّوني. لحظة السَحَر الجميلة.. في شهر القلوب..