بعد أن شهدت منطقة البصراوى بإمبابة، حالة من الرعب والهلع إثر إنفجار قنبلتين بدائيتين أعلى سطح منزل مواطن مسيحى، مكون من أرضى وطابق علوى، و إصابة 3 أطفال أكبرهم عمره 13 عام، والعثور على قنبلة ثالثة تم إبطال مفعولها، أشارت تحقيقات نيابة إمبابة برئاسة علاء سمير، إلى كون الإنفجار ناجم عن حدث جنائى وليس إرهابى، وأن القنابل البدائية التى انفجرت خلال لهو الأطفال تم إعدادها بقصد استخدامها فى حالة وقوع مشاجرة بتلك المنطقة الشعبية وإخفائها أعلى سطح المنزل منخفض الإرتفاع فى منطقة تتلاصق بها أسطح البيوت. ففور وقع الإنفجار وسماع دويه الهائل بمنطقة البصراوى بإمبابة مما أثار فزع الأهالى، هرعت سيارات الحماية المدنية إلى المكان وتبين إنفجار قنبلتين والعثور على ثالثة بدائية الصنع تم التعامل معها وإبطال مفعولها وإصابة الأطفال بلال 9 سنوات وعبد الله 12 سنة، وبشوى 13 سنة نجل مالك المنزل الذى وقع الإفنجار على سطحه، وعلى الفور تم نقل الأطفال الثلاثة إلى مستشفى إمبابة المركزى، وانتقل محمود دهشان وكيل أول نيابة إمبابة للاستعلام من الأطفال المصابين عن الحادث، وتبين إصابة فى قدميه وذراعيه بشظايا مسامير من إنفجار القنبلتين، وإصابة عبدالله فى ظهره جسده من الخلف كاملاً، بينما أصيب بشوى فى وجهه مما أحدث له إصابة خطيرة فى العين استدعت نقله إلى مستشفى الساحل ومنها إلى القصر العينى الفرنساوى لتلقى العلاج المناسب لحالته التى تعتبر الأكثر خطورة بين رفاقه المصابين، بما لم يمكن النيابة من سماع أقواله وإرجاء سماعها حين تحسن حالته الصحية. واستمع المحقق إلى أقوال الطفلين عبد الله وبلال، وأفادا أنهما صديقا بشوى وأنهم عثروا على كلب نظيف وقرروا الاحتفاظ به ورعايته بالطعام والشراب، وأكد لهم بشوى وجود حجرة صغيرة أعلى سطح منزلهم يمكن وضع الكلب بها وترددهم عليه لرعايته فى أى وقت، وبالفعل صعد الأطفال الثلاثة للمنزل ومعهم الكلب ووضعوه بالحجرة، التى ليس لها باب، مما جعلهم يخافون على الكلب الصغير أن يخرج من الحجرة ويسقط على الأرض ويصاب بسبب عدم وجود سور على السطح، فبدأوا يبحثون فى أغراض قديمة "كراكيب"، عن أخشاب يضعوها فى مكان الباب لمنع الكلب من الخروج، وخلال البحث عن الأخشاب عثروا على 3 برطمانات زجاجية مغطاة بقطع من الصفيح. وكشفت التحقيقات أن العبوات الثلاثة أثارت فضول الأطفال الثلاثة، فحاولوا فتحها إلا أنهم فشلوا فى ذلك فأخذ بشوى واحدة ورماها على السطح لتفتح لكنها انفجرت وأصابته فى وجهه وأحدثت دوى إنفجار هائل، مما أثار الفزع فى عبد الله الذى خاف من العبوة التى بيده، فألقاها بعيداً عنه والتفت ليجرى هرباً منها فانفجرت أيضاً وأصابته فى ظهره، بينما أدرك أظهرهم خطورة إلقاء تلك العبوة بقوة من يده، فقرر وضعها برفق على الأرض وطلب المساعدة من أهل المنزل لكنه كان قد أصيب فى قدميه ويده اليمنى من جراء إنفجار القنبلتين الأولتين، وسرعان ما هرول الأهالى للسطح وتم استدعاء الشرطة وخبراء المفرقعات، والتحفظ على القنبلة الثالثة وإبطال مفعولها. وبعد سماع أقوال الأطفال الثلاثة، انتقلت النيابة إلى المنزل الذى شهد الإنفجار لإجراء المعاينة التصويرية برفقة خبراء الأدلة الجنائية، وتبين أن المنزل مكون من طابق أرضى وواحد علوى، على سطحه حجرة ضغيرة وكمية كبيرة من المستلزمات القديمة المتهالكة "كراكيب"، وتبين وجود آثار للإنفجارين وكمية هائلة من المسامير دقيقة الحجم التى تستخدم فى صناعة الأثاث علاوة على شظايا زجاجية يرجح أنها ناجمة عن انشطار البرطمانين، فأمرت النيابة بالتحفظ على القنبلة الثالثة وفحصها بدقة بعد أن تبين مبدئياً أنها برطمان زجاج محكم الغلق بقطعة من الصفيح يحتوى على مسامير وكمية من مادة البارود محدثة الإنفجار، ورجحت التحقيقات من بدائية القنابل الثلاث أنها أعدت بقصد استخدامها فى المشاجرات الدائمة بتلك المنطقة وليس لتنفيذ عمل إرهابى، وتم ايداعها على سطح المنزل وسط كمية من المخلفات ظناً من مصنع تلك العبوات أن أحداً لن يعثر عليها غيره. وأمرت النيابة بسرعة إجراء تحريات المباحث الجنائية حول الحادث، لكشف غموضه وبيان هوية مصنع تلك العبوات الناسفة الثلاثة تمهيداً للقبض عليه والتحقيق معه، كما أمررت باستدعاء مالك المنزل لمناقشته وسماع أقواله، والاستعلام عن حالة الطفل بشوى لسماع أقواله أيضاً بعد تحسن حالته الصحية.