خبر آخر سعيد يلوِّن هذا العام بلون مختلف. حنان ماضى تعود للغناء، عادت لنا إحدى أيقونات الغناء فى جيلنا تعيس الحظ، والذى اختفى أغلب أيقوناته الفنية التى تركت بداخله أثرًا. عادت صاحبة «عصفور المطر» لتقف على خشبة مسرح ساقية الصاوى لتشدو. وكم تليق كلمة تشدو على حنان ماضى فى زمنٍ المجدُ فيه للنعيق، ليسرى صوتها المدهش الذى طمع فجمع كل إحساس البشرية وزاد فجمع أيضا قوتها وقدرتها على التعبير. غنَّت قديما فبكينا، وغنَّت الآن فطربنا. غياب طويل وصل إلى 20 عاما، لأنها فقط آمنت بما غنَّت، آمنت بأنه «مافيش فى الأغانى كده ومش كده»، احترمت ما وهبها الله وجلست فى بيتها تتابع التطورات على الساحة الفنية، ربما كانت تدندن وحدها، ربما كانت تسمع أغانيها، أو أغانى الرفاق، ربما وربما وربما، الأكيد أنها كانت فى انتظار «ليلة عشق» للعودة، ومثلها يهبه الغناء روحًا كأنه يولَد من جديد، مثلها يتنفس فنًّا. المثير للسعادة أيضا أن تكون عودة موهبة وقيمة مثل حنان ماضى مع شاعر فى موهبة إسلام حامد، حيث ما زال الشعر فنًّا حيًّا، يشعر ويتألم، تقرؤه وتشعر أنه يتفاعل معك، يدخل معك حوارا، ينقل لك ألمه وسعادته، ولأنه ليس من هؤلاء الذين حوَّلوا الشعر إلى تجارة، واحترموه فنًّا، بقى بقرار شخصى بعيدا عن دائرة الضوء. لم يكن إسلام أبدا من عَبَدة القافية، تلك القافية التى تنتهى فى آخر كل بيت، ليزيد رصيدا فى البنك، كان شاعرا وما أدراك ما كلمة شاعر. التقى مَن غنَّت له أنغام وفريق «بساطة» وفيروز كراوية وبقى مشروعه الأكبر بيده لا بيد غيره، مع من اختارت فنها بدقة واحترمته لدرجة الانتظار ل20 عاما. وعندما تلتقى مطربة حقيقية مع شاعر حقيقى، لا أظن أبدا أنه سينقصهما ملحن أو موزع حقيقى أيضا، لهذا هو خبر سعيد، فى نهاية هذا العام أو بداية الآخر سيكون بين أيدينا ألبوم غنائى جديد لصاحبة «شدّى الضفاير» وعليه بصمة إسلام حامد. المجد للثابتين على المبادئ القابضين على فنهم كأنه آخر نَفَس فى صدرهم.