(1) كاتبنا الساخر جلال عامر كتب، رحمة الله عليه، منذ فترة، «لا تصدق العريس وقت الخطوبة، ولا المرشح فى فترة الانتخابات»، لأن كليهما يقول كلاما معسولا بالتأكيد لن ينجح فى تنفيذه.. «الحمل تقيل فعلا» (2) أزمة محمد مرسى الحقيقية فى رأيى كانت وعده بحل أزمة الأمن والخبز والمرور والنظافة والوقود فى المئة يوم الأولى من حكمه. فى حملته الانتخابية تعهد رئيس الجمهورية السابق محمد مرسى بإعادة الأمن إلى الشوارع، وضبط المرور، وتوفير الوقود، وتحسين رغيف العيش، وحل مشكلة القمامة، فى ال100 يوم الأولى له من حكمه. إلى جانب وعود أخرى بتشكيل فريق رئاسى يعبر عن كل القوى الوطنية والشباب والمرأة والتيار السلفى والأقباط. وتشكيل حكومة ائتلافية موسعة من القوى الوطنية المختلفة والكفاءات، وعدم المساس بحرية الإعلام وضمان حقوق العاملين عن طريق قانون العمل وبإصلاح هيكل أجور العمال والحرفيين وإقرار زيادة سنوية ملائمة توفر حياة كريمة لهم ولأسرهم، وإلغاء أى نوع من أنواع التمييز سواء بسبب الديانة أو العرق أو الجنس. (3) بعد 100 يوم من حكم مرسى، دعا اتحاد شباب الثورة الشعب المصرى إلى التظاهر فى ميدان التحرير والمحافظات يوم الجمعة 12 أكتوبر 2012، لتأكيد أن الثورة مستمرة ضد كل من يخلف وعوده مع الشعب المصرى، وحدثت اشتباكات بين أنصار مرسى والمعارضين وقتها ووقع عدد من الضحايا. (4) فى عام 1989 ترشح النقابى اليسارى لولا دى سيلفا للانتخابات الرئاسية فى البرازيل وهزم، فترشح لها مرة أخرى فى 1994 وهزم أيضا، ثم للمرة الثالثة فى 1998 وفشل كذلك، وللمرة الرابعة فى نهاية 2002 وفاز بها هذه المرة، واستمر فى منصبة لدورتين متتاليتين، فاز فى الأولى بنسبة 62% وفى الثانية بنسبة 60%، ورفض بعدها دعوات بعض السياسيين المقربين له بإجراء تعديل دستورى يسمح له بالترشح لدورة جديدة. تسلم دى سيلفا رئاسة البلاد، وهى على وشك الإفلاس، حيث ارتفع الدين الخارجى من 150 إلى 250 مليار دولار فى عهد سلفه كاردوسو، وارتفع الدين الداخلى بنسبة 900%، وكانت البرازيل تعانى من مشكلة النقص الحاد فى توصيل الكهرباء إلى مساحات شاسعة من البلاد، ما يؤثر بالطبع على مشروعات التنمية الزراعية والصناعية، وكانت البلاد تعانى من الفقر المدقع والجوع والبطالة والتسرب من التعليم وانتشار الجريمة المنظمة، وسعى كاردوسو للحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولى، وتعهد باتخاذ خطوات للتصدى لانعدام الثقة فى الاقتصاد البرازيلى، ورد صندوق النقد الدولى عليه وقتها بأنه على استعداد لإقراض البرازيل قرضا ب30 مليار دولار، لكن عقب الانتخابات الرئاسية، لمعرفة توجهات الرئيس الجديد. تسلم دى سيلفا حكم البرازيل، وهى بهذا الشكل، كان شعاره من كلمتين فقط «زيرو جوع»، وبهذا كسب دى سلفا تعاطف ورضى الشريحة الكبرى فى المجتمع، الفقراء، حتى عندما أعلن عن خطة للتقشف فى 2003، فى نفس الوقت لم يخسر طبقة رجال الأعمال والمستثمرين، وقدم لهم الدعم الكامل للمساعدة فى استعادة الثقة بالاقتصاد البرازيلى. دى سيلفا كان منحازا للفقراء فى وطنه، وأعد برنامجا اسمه «بولسا فاميليا» يمنح فيه أقساطا مالية للفقراء فقط، يشترط فيه على المقترض إرسال أبنائه إلى المدارس وإعطائهم الأمصال الوقائية، وبذلك قضى على ما كان يسمى فى البرازيل «وراثة الفقر والمرض». (5) نجحت تجربة دى سيلفا فى جعل البرازيل واحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية فى العالم، بل أعلنت البرازيل رسميا فى نهاية 2011 أنها أصبحت سادس أكبر اقتصاد على مستوى العالم بعدما حققت نموا بنسبة 2.7%، وأزيدك أيضا بأن البرازيل حاليا واحدة من الدول المقرضة للبنك الدولى. بالمناسبة استطاعت البرازيل الفوز باستضافة أهم حدثين رياضيين فى العالم، بطولة كأس العالم فى 2014، ودورة الألعاب الأوليمبية فى 2016. (6) يا ليت مرشحينا للرئاسة هنا يطلعان على تجربة لولا دى سيلفا فى البرازيل، مع العلم أن أحدهما لم يعلن رسميا حتى الآن برنامجه الانتخابى.