عندما أستمتع بكرة القدم الحقيقية، وأنا أتابع مباريات الدورى الإسبانى -الملتهب حاليا فى مراحل الحسم الأخيرة- أتذكر أغنية «يعنى إيه كلمة وطن؟» للكاتب الشاعر مدحت العدل، التى يمكن لكلماتها -مع بعض التحريف- أن تلخص الحالة الراهنة للبطولة: يعنى إيه كرة قدم؟ يعنى لعب.. فنون.. جنان.. ولّا حالة من الشجن.. ولّا إيه ولّا إيه! الأربعاء الماضى واصل ريال مدريد نزيف النقاط بتعادل مثير فى آخر الدقائق مع الفريق المتواضع بلد الوليد، الذى يتحول إلى وحش كاسر وهو يلعب على أرضه أمام الكبار. هزم برشلونة سابقا على نفس الملعب الذى يطلقون عليه فى إسبانيا اسم: «لا بولمونيا»، وهى كلمة تعنى الالتهاب الرئوى بسبب وجوده فى منطقة شديدة البرودة شتاء، مما يسبب متاعب صحية للمتفرجين. الصحف الموالية للميرنجى صبّت غضبها على اللاعبين وخرجت بمانشيتات كان أبرزها: الريال يلقى ببطولة الليجا من الشباك! لم تتوقف الخسارة على النقطتين فقط، بل امتدت لتشمل إصابات مؤثرة منهم دى ماريا، الذى يرجح الأطباء أنه لن يلحق بنهائى الشامبيونز، وكذلك المدافع بيبى الذى يعانى من متاعب فى الكاحل، أما المصيبة الكبرى فتتمثل فى تجدد إصابة رونالدو -الذى طلب التغيير بعد 8 دقائق من البداية- وأصبحت فرصة مشاركته فى النهائى الحلم محل شك. انعدمت تقريبا إمكانية الفريق الملكى فى التتويج بالليجا، رغم أنه ما زال أمامه مباراتان، لو فاز بهما سيصل إلى النقطة 90، وهو عدد غير كاف فى ظل فرصة منافسيه الكبيرة فى تخطى هذا الرقم. حتى لو تعادل مع أحدهما فى نفس عدد النقاط، فلن تكون له الأولوية باعتبار أن نتيجة المواجهات المباشرة ليست فى صالحه. بعد كل ما رأيناه من تقلبات فى النتائج لا يمكن التوقع بشىء، ولكن الواقع يقول إن الميرنجى سيكتفى هذا العام -على مستوى المنافسات المحلية- بكأس الملك فقط. أتليتيكو مدريد ما زالت حظوظه هى الأوفر بلغة الأرقام وبمستوى الأداء. يكفيه فقط التعادل فى مباراتيه القادمتين للحصول على البطولة، حيث سيصل إلى النقطة 90، التى ستكون كافية لصعوده على منصة التتويج. عشاق الروخى بلانكوس هم من أخلص المشجعين فى العالم وأكثرهم حماسة، جميعهم يحلم بتحقيق اللقبين المحلى والأوروبى، ليتجدد مجد النادى الشعبى العريق، الذى يستمد اسمه من قميصه الأبيض والأحمر، وهما أشهر ألوان تنجيد المراتب فى إسبانيا -سابقا- ولذلك يطلق على الفريق أيضا لقب «المنجدين». البارسا عادت إليه الروح بعد لعبة الكراسى الموسيقية الدائرة حاليا. خرج ميسى بتصريح قائلا: لا يمكن أن نضيع فرصتنا التى عادت من جديد. يلزم لأبناء كاتالونيا النصر فى لقاءيه القادمين -الأول أمام ألشى خارج الديار والثانى فى الكامب نو أمام أتليتيكو مدريد- ليتوج بطلا، حيث سيصل إلى النقطة 91 التى لا يستطيع الوصول إليها سوى أبناء سيميونى، لكن الأفضلية ستكون للبارسا بحساب المواجهات المباشرة. البطل لن يُحدد إلا بانتهاء جميع اللقاءات التى ستكون بالتأكيد مثيرة وقوية. هو ده معنى كرة القدم.. هو.. هو!