فى حواره التليفزيونى المطول مع الزميل إبراهيم عيسى والزميلة لميس الحديدى، ركز المشير السيسى وهو يتحدث عن قضية الإرهاب على أمرين أساسيين: + + الأمر الأول هو أن ما حققه جيش مصر الوطنى فى أقل من عام من حربه الشاملة على الإرهاب فى سيناء، يفوق ما حققته دولة عظمى مثل أمريكا فى سبع أو ثمانى سنوات من الحرب، فى ظروف مشابهة ضد عصابات الإرهاب فى أفغانستان، وذلك رغم ما نعرفه جميعًا من ظروف معاكسة واجهتنا، خصوصا مع إيقاف شحنات سلاح كنا نحتاج إليها بشدة مثل طائرات «الآباتشى» الأمريكية التى أعلنت واشنطن أخيرًا الإفراج عنها!! + + والأمر الثانى هو الدعوة إلى جهد عالمى لمواجهة الإرهاب، وتحذير دول الغرب وغيرها من الآثار الوخيمة لإهمال الحرب ضد الإرهاب «ولا نقول السكوت عنه أو تشجيعه»!! لأن النار ستحرق الجميع، وكما عانى العالم قبل ذلك من «العائدين من أفغانستان أو الشيشان أو البوسنة».. فسوف يعانى مع العائدين من سوريا الذين بدأت أوروبا تستقبلهم وتستعد لكوارثهم التى ستكون منطقتنا أولى ضحاياها، ولكن باقى العالم سيدفع أيضًا ثمن ما فعلته قوى دولية وإقليمية، تصورت أن زرع الإرهاب فى الدول العربية سوف يبعده عن غرب لا يهمه إلا مصالحه وحدها!! فى نفس الوقت كان العالم يتابع أخبار آخر جرائم جماعة «بوكو حرام» فى نيجيريا.. هذه الجماعة التى تدّعى «مثل غيرها من جماعات الإرهاب فى منطقتنا»، أنها تعمل لوجه الله والإسلام، وهى تقدم لأعداء الدين أجلّ الخدمات، وتسىء إلى أعظم الرسالات السماوية كما لم يفعل أعتى الكفار وأشد المشركين!! تحتجز «بوكو حرام» أكثر من مئتى فتاة صغيرة، وتهدد بقتلهن أو بمعاملتهن معاملة «السبايا»!! وفى نفس الوقت يقتحم أفراد الجماعة إحدى القرى ليرتكبوا إحدى المجازر التى تعودوا عليها، فتحصد رصاصاتهم أكثر من 300 مواطن برىء!! نفس النهج الذى رأيناه فى مصر وفى العالم العربى، وفى كل مكان وصلت إليه هذه العصابات التى نكب بها الإسلام والمسلمون، لا فرق بين «بوكو حرام» و«بوكو إخوان».. ولا بين «داعش» و«واغش»!! الكل يسير على نفس الدرب، يرفع زورًا وبهتانًا راية الإسلام، وهو يستحل الحرام ويقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق!! يدّعون الجهاد فى سبيل الله، ولا يعرفون إلا طريق الشيطان، يقولون إنهم ذاهبون لتحرير القدس، ثم نجدهم يقتلون أبناء الوطن فى قرى ومدن عربية قدمت لفلسطين من الشهداء بأكثر من حجم دول ودويلات تدعم الآن هذه الجماعات الإرهابية، بينما هى فى الحقيقة تأخذها معها فى خدمة الصهاينة، وفى حماية الأمريكان وخدمتهم!! كلهم خرجوا من عباءة واحدة لفكر متخلف جرَّ على العرب والمسلمين الويلات على مرّ التاريخ، عندما يقول آخر مرشد للإخوان إنه «قطبى» يقود مكتب إرشاد من «القطبيين».. فنحن أمام «بوكو حرام» فى نسختها الأصلية، حتى لو أقسم أوباما ومن معه بكل غال وعزيز أنهم راهنوا على «الإخوان» بوصفهم «معتدلين»، فهم يعرفون -قبلنا وبعدنا- أنه لا يوجد إرهاب متطرف.. وإرهاب معتدل!! حين تعطى لنفسك الحق فى الحكم على الآخرين بالكفر، وأنك الوحيد المؤمن، وحين تستعلى على الناس بجهلك وصفاقتك، وحين تستحلّ دماء الأبرياء باسم الإسلام البرىء من هذه الجرائم.. حين تفعل ذلك فأنت فى «بوكو حرام» أو «بوكو إخوان»، ولا فرق إلا فى التفاصيل، وفى عدد الضحايا، وفى موعد سقوط الأقنعة التى نحمد الله أنها سقطت عن الجميع، لتظهر وجوههم القبيحة التى يعرفون الآن أنه لا مكان لها فى مصر بلد الأزهر، والكنيسة، والفن والجمال والحق والخير.. والشعب الذى علم الدنيا كيف تعبد الإله الواحد، وكيف تقيم للعدل والكرامة والحرية وطنًا، وتجعل عنوانه: مصر